يعاني أكثر من 50 % من سكان محافظة الليث من شح المياه وملل الانتظار؛ من أجل الحصول على قطرة ماء خاصة سكان مركز الغالة الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمال محافظة الليث. وأوضح الأهالي ل "سبق" أن بعضهم ينتظر لثلاثة أو أربعة أيام ليحصل على قطرة ماء حتى ولو كانت من آبار غير صالحة للشرب، بينما تصبّ يومياً500 متر مكعب من مياه التحلية في بحر الليث دون أن يكون لدى مسؤوليها أدنى رحمة بهؤلاء المساكين والفقراء خاصة من يسكنون في إسكان الملك عبد الله الخيري من أيتام وأرامل ومطلقات ليرسل لهم قطرة ماء نظيفة يبلون بها عروقهم. ويقول الشيخ حسين الثعلبي أحد أعيان مركز الغالة في حديثه ل "سبق": "المواطنون في مركز الغالة تقدّموا بعدة شكاوي لمسؤولين عدة في وزارة المياه وفي فرع التحلية بالليث؛ من أجل أن ينعموا بقطرة ماء من مياه التحلية التي يسمعون بها، ولا يعرفون أين تقع". وأشار إلى أن شكاوي المواطنين قُوبلت إما بالاعتذار أو الحفظ في أدراج المسؤولين الذين ينعمون بقطرة الماء العذب دون انقطاع، بينما فقراء الغالة وأراملها تحت رحمة المتعهد الذي لا يفي بما تم الاتفاق عليه في العقد المبرم بينه وبين وزارة المياه، والذي ينصّ على تزويدهم ب 373 وايت شهرياً لسكان تلك المنطقة، موضحاً أنه يجلب 170 وايت فقط، ولا ندري أين يذهب باقيها؟ كما أننا لا نعلم مصدر المياه التي يجلبها هل هي من آبار معروفة ومشهود لها من مختبرات معتمدة بأنها صالحة للشرب أم أبار مجهولة؟ وأكد أن بعض المواطنين يضطرون إلى شراء المياه، حيث يصل سعر الوايت إلى 200 ريال في بعض الأحيان. من جانبها حاولت "سبق" معرفة الأسباب التي تجعل تحلية المياه بالليث تصبّ تلك الكمية في بحر الليث رغم حاجة المواطنين لها، ورغم ما دفعته الدولة من مبالغ طائلة لإيصال تلك الخدمة لمساكن المواطنين دون عناء، فقد تم الاتصال عدة مرات بمدير تحلية المياه بالليث إلا أن هاتفه النقال كان مغلقاً، ولم نتمكن من الوصول إليه.