يتربص "المنعطف المميت" في الطريق المؤدي للكلية التقنية في الرميدة بمحافظة الطائف، بحياة أكثر من ثلاثة آلاف متدرب و 400 من المدربين والإداريين المنتسبين للكلية، الذين كثيراً ما تعالت أصواتهم محذرة منه بعد أن امتزج بدماء اثنين من زملائهم المتدربين قضيا في حادث مروري، بخلاف من تعرض لإصابات. المنعطف المميت يقع قبل الوصول للكلية ب 100 متر، ينتظر المتدربين ابتداء من السبت، أول أيام العودة للدراسة بالكلية، فهو يصطادهم، كونه ضيقاً وتتداخل فيه المركبات القادمة للكلية والمعاكسة. وتقع حوادث الاصطدام وجهاً لوجه، ويكون أحد طرفيها خصوصاً الشاحنات الكبيرة التي تزيد في سلكها للطريق في هذه الفترة بالذات وسط غياب كامل لدوريات المرور المفترض أن تكون موجودة، أو على الأقل تمنع مرور تلك الشاحنات في وقت الذروة، وهو وقت مجيء المتدربين للكلية. وناشد متدربو الكلية عبر "سبق" الجهات المعنية، سرعة استكمال الطريق الذي تحول لحفر مميتة تتربص بقائدي المركبات، بخلاف أن الطريق يعد خطراً من حيث تكاثر الشاحنات التي تسلكه. وطالبوا دوريات المرور بالحضور ومراقبته وتهيئته للمتدربين وقت ذهابهم للكلية أو مغادرتهم منها، وحمايتهم من الحوادث المميتة بعد أن فقدوا اثنين من زملائهم سقطا تحت إطارات شاحنة دهستهم داخل مركبتهم قبل وصولهم للكلية صباحاً، قبل أكثر من أربعة أشهر في أول يوم من افتتاح مقر الكلية. وكان تقرير هندسي أعدته شعبة السلامة المرورية كشف خطورة الطريق المؤدي إلى الكلية. وورد بالتقرير الهندسي عدد من الملاحظات على الطريق الحالي، أهمها أنه ضيق جداً ولا يستوعب حركة المركبات والشاحنات، ومتهرئ في كثير من أجزائه، ويفتقر إلى وسائل السلامة من علامات أرضية ولوحات وعيون قطط. وأوصى التقرير بضرورة تهيئة الطريق وتوسعته وربطه بطريق المطار بكوبري، نظراً لكون التقائه بطريق المطار الحالي يشكل خطورة في الدخول والخروج منه، خاصة أن الطريق سيصبح مستقبلاً أحد مداخل مقر جامعة الطائف الجديد، وسيشهد كثافة مرورية عالية جداً في ظل أن عدد طلاب الكلية التقنية الذين سيستخدمون الطريق يفوق 3 آلاف طالب، إضافة إلى منسوبي الكلية من مدربين وإداريين الذين يتجاوز عددهم نحو 400 شخص. وطالبت إدارة المرور أمانة الطائف والكلية التقنية في المحافظة بتنفيذ توصيات التقرير الهندسي قبل انتقال الكلية إلى مقرها الجديد، حفاظاً على سلامة المتدربين. يذكر أن الطريق الذي تتوسطه "كلية التقنية" بمبناها الجديد هو طريق زراعي قديم، ويزيد طوله عن 20 كيلومتراً، وبه تعرجات وحفر ومنعطفات خطرة ومسار واحد، وتسلكه الشاحنات بشكل مستمر سواء للقادمين من طريق الحوية دخولاً من خلف قصر الملك عبد الله، ونزولاً لطريق الجنوب والعكس. كما أن الطريق والمنطقة بكاملها تفتقد الدوريات والرقابة الأمنية والمرورية. كانت الأمانة أجرت تحسينات بسيطة جداً أمام مبنى الكلية فقط، وأهملت باقي الطريق الذي يهدد حياة المتدربين في الوقت الذي لوح فيه عدد من أولياء أمورهم بأنهم سيصعّدون قضية سوء الطريق وسيرفعون للجهات المسئولة، ومن قبلهم ولاة الأمر، بهدف الوصول لحلول تضمن سلامة أبنائهم. وبالفعل تقدموا بشكواهم لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة الذي بدوره وجّه باتخاذ الإجراءات من قبل الجهات المسئولة.