نفى مسؤول العمالة والمستشار بسفارة بنجلاديش في الرياض هارون الرشيد، ما تردد من أن السلطات السعودية أوقفت استقدام العمالة البنجالية نهائياً، مؤكداً في ذات الوقت أن ما تتهم به العمالة البنجلاديشية من قلة مهارة، وارتكاب الجرائم، والنزوع للمخالفات والتجاوزات والغش التجاري وتدمير الاقتصاد المحلي هو ادعاءات عارية من الصحة. وأفاد الرشيد في حديث خاص ل"سبق" بأن العمالة البنجالية في المملكة حالياً تتجاوز مليون ونصف المليون عامل بنجالي يعملون في مختلف المهن، منهم الطبيب، والمهندس، والفني، والعامل العادي وغيرهم، ويستقدم سنوياً ما بين 10000 إلى 15000 عامل، وهو معدل كما يذكر الرشيد انخفض عن السابق، حين كان العدد يتجاوز ال18000 في السنة الواحدة. وعن شكوى الكثير من السعوديين من ممارسات ومخالفات العمالة البنجلاديشية التي ارتبطت بالجريمة، والغش التجاري، وسلوكيات يرون أنها تدمر الاقتصاد الوطني على المدى الطويل، نفى الرشيد بقوة وجود مشاكل من العمالة البنجلاديشية، مستدركاً أنها إن وجدت فليست ظاهرة، بل في حدودها المعقولة مقارنة بالجنسيات الأخرى. ويقول الرشيد: "الإعلام السعودي المحلي يضخم هذه الجرائم، وبعض الجنسيات الأخرى المنافسة تشوه سمعة البنجال، وكثير من الكفلاء السعوديين يعدون سبباً رئيساً لارتكاب العامل البنجالي المخالفات بعدم إعطائه رواتبه في الوقت المحدد، وقد تمر 6 أشهر دون دفع الراتب، فعلى سبيل المثال يكتب في العقد أن الراتب 1000 ريال، بينما ما يدفع للعامل فعلياً هو 600 ريال فقط، فكيف يعيش بهذا المبلغ البسيط والمتعثر والعامل لديه التزامات أسرية في بلده؟ ويضيف السيد هارون الرشيد: "أما مشكلة هروب العمالة البنجالية فتعود إلى أن بعض الكفلاء لا يجددون إقامة العمال في موعدها المحدد، ولا يسددون الرسوم المفروضة عليهم من وزارة العمل؛ الأمر الذي يغلق مجال التجديد أمامهم؛ فيلجئون لمثل هذه السلوكيات". وقال الرشيد: "العمالة البنجلاديشية مسالمة وتعمل جدياً مقارنة بغيرها، وهي تحب المملكة لارتباطها بالأماكن المقدسة، وللراحة النفسية التي يجدونها هنا". وينصح أصحاب المؤسسات والشركات السعودية بالحرص على جلب عمالة بنجالية ماهرة، حتى إن كانت أجورها عالية، إلا أنها تفيد في ازدهار العمل، في حين أن الإصرار على جلب العمالة غير الماهرة الرخيصة يسبب لهم المشاكل.