تعود مشكلة البطالة لتطل علينا في أعمدة الرأي، لكن بوجه آخر يرفض ترحيل العمالة الوافدة كحل، فيرى كاتب أن ترحيل العمالة يضع أصحاب الأعمال "تحت رحمة الموظف السعودي" من أجل تحديد مستوى الرواتب وأوقات العمل، حسب الكاتب الذي يؤكد أن هذا لن يحدث، ولن يقبل به أصحاب الأعمال، وبعيداً عن البطالة يرفض كاتب آخر السخرية من المواطنين في الدراما الرمضانية. كاتب: ترحيل العمالة يضع أصحاب الأعمال تحت رحمة الموظف السعودي .. وهذا لن يحدث
يؤكد الكاتب الصحفي د. فهد محمد بن جمعة في صحيفة "الرياض" وجود فرص وظيفية عديدة، يرفضها السعوديون، وأن المطالبة بترحيل العمالة الوافدة، تهدف إلى الضغط على أصحاب الأعمال لتحديد مستوى الرواتب وأوقات العمل إلى درجة أن يصبح أصحاب العمل تحت رحمة الموظف السعودي، مؤكداً أن هذا لن يحدث لأنه سوف يحد من حرية السوق والمنافسة ويرفع الأسعار وفي النهاية يخسر الجميع وترتفع البطالة، حسب الكاتب، ففي مقاله "رحيل العامل الوافد سيفاقم من البطالة" يقول الكاتب "إن تشدق بعض السعوديين من كتاب ومن يبحثون عن فرص عمل بأن العامل الأساسي لعدم وجود فرص عمل للسعوديين هو وجود العمالة الوافدة .. يطرح بعض الأسئلة: هل سبق وتم حصر وظائف معينة لعمل السعوديين فقط؟ هل توجد فرص وظائف متاحة لسعوديين حاليا مع وجود العمالة الوافدة؟ هل ترحيل العمالة الوافدة فعلا يزيد من توظيف السعوديين أو يقلصه؟". ويجيب الكاتب بقوله "لقد تم حصر وظائف البيع في أسواق الخضار على السعوديين في عام 1421ه، ولكنهم لم يفلحوا، بل عمل القليل وارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ مع قلة المعروض وكثر التذمر من المستهلكين إلى أن عاد الأجانب مرة ثانية". ثم يضيف الكاتب مؤكدا "أن الفرص الوظيفية عديدة ومتاحة للسعوديين رغم وجود العمالة الأجنبية في معظم القطاعات غير الحكومية أو شبه الحكومية، على سبيل المثال، قطاعا الفندقة والسياحة والمقاولات والإنشاء وجميع القطاعات الخدمية، إذا ليس صحيحاً إن وجود العمالة الأجنبية يحرم السعوديين من فرص عمل، لأنها أصلا متاحة وهناك نقص في معروض العمالة المحلية وإلا لما ازداد الطلب على التأشيرات.. كما انه من خبرة ميدانية وجود العامل الأجنبي يحفز السعودي على العمل لأن السعودي في معظم الأحوال يتكل في بعض الأعمال على الأجنبي.. الآن سوف يطبق برنامج نطاقات في شوال وسوف يثبت صحة هذا الكلام، باْن الوظائف متاحة ولن يقبلها إلا القليل من السعوديين ليبقى البرنامج رهن رغبة السعودي والحصول على إعانة البطالة المأزق الثاني لعدم توظيف السعوديين لأنفسهم دون تبني رغباتهم عند البحث عن فرص عمل". كما يرى الكاتب، وبناء على الإحصائيات "إننا مازلنا نحتاج إلى أكثر من 3 ملايين عامل أجنبي قبل حساب صافي الطلب على العمالة السعودية وغير السعودية الذي يرافقه نمو اقتصادي حقيقي قد يتجاوز 5 % سنويا". ويضيف" هنا أتكلم عن العمالة الشرعية بمعنى التي يتم عملها لدى أصحاب التأشيرات وليست العمالة السائبة التي تضر بالاقتصاد السعودي ولها تأثير سلبي في سوق العمل ويجب أن ترحل"، ثم ينهي الكاتب محذراً من المطالبة بترحيل العمالة الوافدة ويقول "عندما قدمت وزارة العمل برنامج نطاقات لتوظيف السعوديين ظهرت لنا مطالب أخرى، على سبيل المثال، ترحيل العمالة الوافدة الذي يعتبر مجرد تهرب من شغل الوظائف المتاحة للسعوديين على مختلف مستوياتهم التعليمية، حيث إن معظم المشتغلين السعوديين من أمي إلى دبلوم تبلغ نسبتهم أكثر من 71 % من إجمالي المشتغلين السعوديين. هذا يفسر لنا الهدف من هذه المطالبات إما بعلم أو جهل بمنع أو تقليص العمالة الشرعية بنسبة كبيرة من أجل الضغط على أصحاب الأعمال وتحديد مستوى الرواتب وأوقات العمل إلى درجة ان يصبح أصحاب العمل تحت رحمة الموظف السعودي. هذا لن يحدث لأنه سوف يحد من حرية السوق والمنافسة ويرفع الأسعار ويقلص فائض المستهلك وإنتاجية إجمالي القطاع الخاص وفي النهاية يخسر الجميع وترتفع البطالة مع تقلص العمالة وندخل أزمة حقيقيه لا تحمد عقباها".
"الردادي" يرفض السخرية من المواطنين في الدراما الرمضانية
يرفض الكاتب الصحفي د. عائض الردادي في صحيفة "المدينة" السخرية في الدراما الرمضانية، والتي جعلت الكثير من المواطنين والنماذج هدفا لها، ويرى أن النقد مطلوب لكن السخرية "المنفرة" مرفوضة، يقول الكاتب "السخرية في الدراما الرمضانية سخرية منفرة ليس في مفرداتها المبتذلة أحياناً، بل في مظاهر الممثلين وهو الأكثر، وكأن الإضحاك أو التسلية لا يكونان الا بالنيل من الآخرين، وقد تابعت كما تابع المشاهدون ما في الدراما التي تظهر بمعالجة مشكلات اجتماعية أو انحرافات سلوكية مازجة ذلك بهزء بالمجتمع إنْ كلاَّ أو بعضاً، وبدلا من أن تكون معالجة (بكسر اللام) صارت تضحك من منطقة أو لهجة أو شريحة من المواطنين، مع أنها لو قدمت الدراما باللهجة الدارجة من غير التواء في اللسان أو ازدراء لشخوص لحققت الهدف، وارتقت بالدراما من السطحية إلى عمق المعالجة"، ويقدم الكاتب أمثلة، ويقول "إحدى الشخصيات تصور كبار السن في إحدى المناطق بأن مظهرهم رث وثيابهم أسمال، ونفوسهم يسيطر عليها الجشع، وألسنتهم ملتوية، ولحاهم مبعثرة، و(اللفاقة) هي السياج الذي يحيط بتصرفاتهم انى ذهبوا.. وإحدى الشخصيات لا ترى التسلية الا بتقمص لهجة من لهجات بلادنا تلوكها لتضحك الناس، وهو في الواقع سخرية ممن يتكلمون بتلك اللهجة، وشخصية ثالثة لا هم لها الا السخرية من مكان منطقة مظهراً ولساناً وسلوكاً ورابعة لا ترى رقيِّاً دراميا إلا بالسخرية من شريحة معينة من المجتمع، ومع أن الموضوعات مكررة ولم تعد جاذبة إلا أن السخرية من المواطن (لباسا ولسانا ومكانا) لا تليق في زمن ارتقت فيه الدراما إلى توظيف التقنية في الارتقاء بها ولم تعد السخرية من الناس عنصر جذب ومتابعة"، ثم يقارن الكاتب ذلك بالدراما في مصر وسوريا ويقول "تابعت مسلسلات مصرية وأخرى سورية، تتناول التراث الشعبي أو الشأن الاجتماعي فلم أجد فيها شيئاً من ذلك بل إن البرامج السورية بخاصة تقدم التراث الشعبي بلهجة معتادة وبزي تقليدي جميل، وبديكور للمساكن يقدم المعمار السوري في أحسن صورة". ويعلق الكاتب قائلاً "ليست التسلية بأن يصوّر مواطن أو شريحة بصورة مزرية أو تدعو المشاهد للسخرية منه، وليست التسلية أن نسخر من ماضينا وليست التسلية أن نظهر مجتمعنا بصورة مشوهة غير حقيقية .. ليس المطلوب أن نقدم صورة كاذبة عن مجتمعنا، ولا صورة مزيفة، بل الحقيقة وحدها كما يفعل الآخرون".