"عمري 69 سنة, بدأت مصححاً في المرحلة الثانوية, ووصلت لمنصب رئيس تحرير لمجلة "حسن" للأطفال, خدمت الصحافة 50 عاماً, عملت معلماً وموظفاً في هيئة الرقابة والتحقيق, ولكنها كلها خذلتني ولم توفر لي لقمة عيشي في الكبر, والآن تطاردني الديون من كل جانب, وراودتني فكرة الإقدام على الانتحار مراراً لأتخلص من مأساتي, ولا أجد قلباً حنوناً يقف بجانبي وأنا رجل مسن تكالبت علي الأمراض". بهذه الكلمات بدأ الكاتب السعودي والباحث في السياسة الشرعية يعقوب بن محمد إسحاق، الذي وُلد في مكةالمكرمة ونشأ وترعرع في جدة, وأنتج العديد من المؤلفات للأطفال تجاوزت ال 300 كتاب, وكان رئيساً لتحرير مجلة "حسن" للأطفال، التي كانت تصدر عن مؤسسة "عكاظ" الصحفية منذ صدورها حتى توقفها، يشرح معاناته مع الفقر. ويقول "بابا يعقوب" إن معاناته مع الديون جعلته يفكر وللأسف في الانتحار، كما ذكر, وتردي حالته النفسية وتدهور أحواله المادية، وظروفه الصحية الصعبة. وقال: "تعلمت في فترة رئاستي لمجلة حسن الكتابة للأطفال, وعملت أكثر من نصف قرن في القطاع الحكومي والخاص, إلا أنه للأسف ليس لي معاش تقاعدي ولا تأمينات, والضمان الاجتماعي 1260 ريالاً تقريباً شهرياً هو دخلي الوحيد, لا يكفي متطلباتي الأساسية من الحياة البسيطة" .
وقال يعقوب:تورطت في ديون فاقت 800 ألف ريال علاوة على كوارث مالية أخرى بعد طبع سلسة من الكتب التعليمية, وأضاف قائلاً:"اضطررت لبيع منزل من منزلين كنت أمتلكهما, وسددت بعض الديون التي تراكمت علي, ولكن بيع البيت لم يكن كافياً, فاضطررت إلى رهن منزلي الثاني الباقي بمليون ونصف ريال ساعدني أحد المحسنين بثلث المبلغ دفعته لصاحب الرهن, وحالتي الآن صعبة جداً, ولدي ألم في ظهري له ما يقارب من17 سنة, وأحتاج إلى عملية عاجلة في الرقبة في الخارج, وحالتي النفسية سيئة حتى أصبحت أفكر جدياً للأسف (في الانتحار), لوضع حد لمأساتي التي لم يكترث لها أحد من الأصدقاء الموسرين .
وختم رئيس تحرير مجلة "الحسن" في حديثه ل "سبق": "أنا منذ الثانوية وأنا أعمل مصححاً في الصحافة, خدمتي في الصحافة تقارب 50 عاماً, بدأت من خلالها كمصحح لغوي, حتى صرت رئيساً للتحرير, ولكنها جميعاً لم تشفع لي". يُذكر أن من أهم مؤلفاته كتاب "مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز فرصة ذهبية للسلام"، وكتاب "عبدالله بن عبدالعزيز ملك الحوار" ما زال ينتظر فسح وزارة الثقافة والإعلام وكتاب "عبدالله بن عبدالعزيز يرسم ملامح عصر جديد" ينتظر الفسح أيضاً .