ماجد البقمي): وراء كل صورة جذبت الجمهور وشدّته إليها قصص متعددة، ويحكي المصورون معاناتهم لساعات طويلة، وربما لأيام وصعوبات كثيرة وجدها المصورون والمصورات المشاركون في ملتقى "ألوان السعودية" الذي بدأت فعالياته، الأحد الماضى، ويستمر حتى السبت 9 ربيع الأول 1437ه في التقاط تلك الصور التي اختارها الجمهور؛ لتكون الأكثر جذباً في ملتقى ألوان.. رصدت "سبق" أهم لقطات جذبت الجمهور في أروقة ملتقى ألوان.. "نايا" الغاضبة رصدت "سبق" تجمعاً حول إحدى الصور في جناح المصورة إسراء آل خزيم، وكانت اللقطة عبارة عن صورة لطفلة غاضبة، وشرحت المصورة كيف أخذت الصورة من "نايا" الطفلة التي رفضت التصوير في البداية، وأصرت المصورة على التصوير معها؛ لتأخذ تعبيرات غريبة عن الطفولة البريئة، وتظهر "نايا" طفلة الرياض، وكان أبرز التعليقات: "ليش زعلانة؟ أعطوها حلا"!
تراثي في الجنادرية ووجدنا أصواتاً تتعالى في جناح المصورة جميلة القاضى، تلك الفتاة السعودية المعوقة سمعياً، وتتحدث بصعوبة وبضحكة لا تفارق محياها لكل زائر لجناحها، والتقطت عدسة "سبق" الصورة التي تجذب زوار جناح "جميلة"، وقالت "جميلة" إنها لثالث عام تشارك، وهذه اللقطة أخذتها بالجنادرية، وأعجبت كل من رآها، وقالت إن الأمير سلطان أعفاها من الرسوم هذا العام، وشاهد اللوحة أحد الزوار وعلق على صورة التراثي قائلاً: "ترى يا عم معاك في الهم فلها وانسى".
نظرة ودعاء وجدنا أسرة كاملة تحاول أن تفسر إحدى الصور في جناح مضاوي الزعير، وسألناها عن كيف التقطت، وما قصة الصور قالت "مضاوي" إن الصورة كانت في إحدى الجلسات مع الجد "أحمد السبر"، وبينما نتحدث فجأة أذن المؤذن لصلاة العصر، وترك الجد الحديث، ونظر هذه النظرة الرائعة التي عكست إيماناً وتأملاً في ذات الوقت.
أنا والشعب امتلات أرجاء الجناح الصغير بصور معبرة عن البحر والأعماق التقينا بالمغامر السعودي عبدالسلام العواد وسألنا ثلاثة زوار عن أفضل ما شاهدوه في الجناح، فأجمعوا على صورة الشعاب المرجانية التي التقطها "العواد" في أعماق تبوك، وعلى عمق 45 قدماً يحكي "العواد" مشاهدته للقروش والدلافين أثناء التقاط هذه اللقطة، وسرعان ما التقط الصورة وأسرع بالخروج من الأعماق.
الدرج الغامض في جناح عبدالله الجريسي استغرب العديد من الزوار الواقفين أمام الصورة الغريبة، وسأل المصور "الجريسي" الزوار ماذا يشاهدون فيها؟ فردّ أحدهم أنها تمثل خطوطاً دائرية، والآخر أجاب بأنها درج وكانت إجابته صحيحة، وشرح لنا "الجريسى" قصة الصورة، وهي درج فندق سوفتيل بالرياض، وقصتها أن المصور "الجريسي" كان في زيارة صباحية للفندق، وأعجبه انعكاس أشعة الشمس على الدرج، وانتظر ساعتين لإتمام تعامد أشعة الشمس على الدرج لتخرج هذه اللقطة.
زيارة الهنود زرنا جناح التصوير بالهاتف، والتقينا بالمصور عبدالله العصيمي، وعند تجمع الزوار حول صورة الهنود في الحج شرح لنا "العصيمي" قصة االصورة التي أخذت منه ركض ثلاثة كيلومترات، ومتابعة سيرهم لمدة 35 دقيقة لأنتظر وقتاً لا يمر أحد أمامهم، وهو أمر غاية في الصعوبة في الحج؛ لالتقاط هذه الصورة، وهم في طريقهم لرمي الجمرات، وهي تسمى باللقطة الأرضية من الجوال.
ذكرى وارتباط في أحد الاستديوهات المقامة في الملتقى شاهدنا تجمعاً للزوار حول إحدى الصور الغامضة للمصور عبدالرحمن السيد "استديو فيسس"، وحكى لنا حكاية هذه الصورة، وهي عبارة عن ذكرى أليمة لأحد الشباب السعودي، وحسب "عبدالرحمن" فإن هذه الصورة هي تخليد لذكرى صديقه الذي توفاه الله، وأراد أن يصوره بزواية إضاءة لا تُظهر ملامحه أمام المشاهد، وهو تكنيك جديد.
خطاف الذباب جناح مجموعة مصوري الطيور السعودية مليء باللقطات الرائعة، بيد أن هناك طائراً غريباً له صورة غاية في الجمال، وسألنا المصور بندر الجابر عن اللقطة فقال إنها من أغلى اللقطات لديه وأصعبها؛ لأن طائر خطاف الذباب الإفريقى نادر جداً، وانتظرت لشهر مايو الماضي لألتقط الصورة، بعد دراسة أحوال الطائر وعرفت أنه موسم التزواج، وحينها يطول ذيله ليكون 30 سم، وبألوان زاهية، وفي لحظة معينة، وبعد انتظار يوم كامل التقطت هذه اللقطة التي ستكون إن شاء الله في كتاب التوثيق لطيور المملكة الذي ستصدره "أرامكو".
"خيدار" الصحراء أمام مجموعة مصوري الخيول العربية تجمع العديد من الشباب يتحدثون عن صورة رائعة لأحد الخيول العربية الجميلة، وسألناهم عن أجمل الصور في الجناح فأكدوا أن هذه الصورة أعجبتهم كثيراً، وسألنا مطلق الدليمي المصور فقال إن هذا الفرس يسمى بخيدار، وهو فرس عربي أصيل ومن أغلاها سعراً، وأكد "الدليمي" أن اللقطة كانت في صحراء النفود، وأخذنا الفرس في سيارة خاصة، ومعه مجموعة متخصصة في تصوير الخيل؛ لتقوم بإعداده للتصوير من طعام وتهيئة وهندمة شعره، وتنظيف وجهه، وتكحيله، سألناه عن مالكه فقال إنه لأحد الشخصيات المهمة والمهتم بالخيول العربية.
سد الجنابين صورة لسد الجنابين بالباحة أجمع زوار جناح مصوري الباحة على روعتها، وهي للمصور أحمد سليمان، وقال إن افتتاح أمير المنطقة للمنتزه المجاور للسد هو ما أثارني لألتقط الصورة من أعلى نقطة للسد، وهو ما يسمى برأس الجبل في محافظة بلجرشي بالباحة، وكان الصعود صعباً للغاية، بالإضافة إلى الموديل الذي يلتقط لها الصورة.