يصل الشاب إبراهيم هوداني (26 عاماً)، في السابعة صباحاً إلى مقر عمله بهمة ونشاط، ويبدأ في تفقّد مضخات المياه والتمديدات الصحية، في أحد أكبر المباني الحكومية في العاصمة الرياض، والتأكد من عدم وجود أية مشاكل، وسط افتخار منه بعمله، ومؤكداً أن العمل الشريف ليس عيباً. وقصة هذا الشاب بدأت عندما غادر مسقط رأسه جازان، في المرحلة الابتدائية قاصداً العاصمة الرياض؛ نظراً لانتقال عائلته، قرر بعد إنهاء المرحلة المتوسطة الالتحاق بالمعهد الصناعي تخصص تمديدات صحية؛ من أجل إشباع رغبته الشديدة في العمل المهني تخصص تمديدات صحية (سباكة).
يقول الشاب إبراهيم في حديث ل"سبق": "عندما التحقت بالمعهد الصناعي درست أساسيات المهنة لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقلنا إلى إحدى شركات المقاولات العملاقة للتطبيق العملي، ومكثت فيها مع 14 شاباً سعودياً في نفس تخصصي نحو تسعة أشهر".
ولم يكترث "هوداني" لكلام الناس من حوله بشأن عمله، وأن العمل "سباك" قد يسيء له أو لعائلته؛ حيث يقول حول هذه الجزئية: "لا علاقة لي بكلام الناس، العمل الشريف هو الذي يغنيك عن سؤال هؤلاء الناس أنفسهم، لذلك لا أكترث لما يقولون"؛ حيث يساعد والده في توفير متطلبات الحياة الكريمة لأسرته المكونة من ستة أفراد.
ويواصل: "أثناء تدربنا في شركة المقاولات، عملنا في مشاريع الفيللات والمجمعات السكنية الجديدة، وتنفيذ شبكات الصرف والتمديدات الصحية، واكتسبنا خبرة كبيرة في مثل هذه المشاريع الكبيرة التي صقلت ما تعلمناه في المعهد".
وتابع: "بعد انتهاء فترة التدريب تقدّمت لأحد مراكز التنسيق الوظيفي التابع للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالكلية التقنية بالرياض للحصول على وظيفة، وما هي إلا أيام حتى تم الاتصال بي، وإبلاغي بقبولي وانضمامي لقسم الصيانة بمؤسسة التدريب التقني الرئيسي".
وأشار إلى أنه يعمل لأكثر من ست سنوات حتى الآن في المؤسسة، ويدير مع زميل له كل أعمال الصيانة للتمديدات الصحية ومضخات المياه في هذا المبنى العملاق المكون من ثمانية طوابق بكل كفاءة واقتدار؛ حيث أكثر ما يواجهه -بحسب تعبيره- هو انفجار بعض المواسير بشكل مفاجئ في المبنى، لكنه يؤكد أنه وزميله يقومان بإصلاحها بسرعة ودونما تأخير.
يحاول "هوداني" تطوير نفسه إلى جانب عمله اليومي الشاق، فقد حصل على دورة مكثفة لثلاثة أشهر في الحاسب الآلي، تعادل فترة ستة أشهر على حد وصفه، مضيفاً أنه يطمح دائماً للأفضل، سواء تطوير قدراته العلمية والعملية، أو التخطيط لافتتاح مشروع خاص به يتيح له مزيداً من العوائد مستقبلاً، مبيناً أن العقبة التي تواجهه هي التفكير في التمويل، وكيفية الحصول عليه لكنه مصمم على تجاوزها.