أكد الشيخ راشد الزهراني أن بعض الناس يبذل جهده وطاقته في العبادة في أول شهر رمضان، فإذا ما دخلت العشر الأواخر أصابه الفتور، بينما الواجب أن تكون العشر بداية لمرحلة إيمانية جديدة في حياة العبد. جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "الحقيقة 4"، تحدث فيها الشيخ راشد عن الإيمان وأثره على النفوس وتهذيبها، وأردف "العرب تقول إن الخيل الأصيلة إذا قاربت من النهاية زادت في العدو، وكذلك المسلم يحتاج أن يجاهد نفسه ليدرك فضل العشر الأواخر من رمضان، والنفس مثل الخيل، فرحم الله من جعل لها زماناً خطاماً وقادها إلى طاعة الله". وقال الشيخ راشد إن "الإيمان له حلاوة ومذاق يستشعره أهل الإيمان، ويستطعمه من أراد الله به خيراً"، مضيفاً "الإيمان في حياة الناس يشرق في مواسم الطاعات، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان". وأوضح الشيخ راشد أن من العبادات المهمة في شهر رمضان الاعتكاف، وقال "يجب أن يكون الاعتكاف انقطاعاً عن الدنيا؛ لأن بعض المعتكفين يفهم الاعتكاف بأنه المكوث في المسجد فقط، فتجده يخالط الناس، ويتحدث معهم في أمور الدنيا وأخبارها، وهو بهذا لم يحقق المراد من الاعتكاف؛ لأن حقيقة الاعتكاف قطع العلائق عن الخلائق والتفرغ لعبادة الخالق جل وعلا؛ لذا تجد بعض المعتكفين الذين حققوا هذا المعنى يكون في حالة من الحزن والبكاء إذا أعلن عن خروج شهر رمضان؛ لأنه سيفقد هذه اللذة العجيبة التي حصلها". كما حث الشيخ راشد على تحري ليلة القدر، وقال إن الحديث الصحيح بيّن أنها في أوتار العشر وهي خمس ليالٍ لا تخرج عنها، "فهي إما ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29، وهي تتنقل بينها"، مشيراً إلى أن من العلماء من حددها بليلة 27. وأكد الشيخ راشد أن إدراك العبادة في هذه الليلة له أجر عظيم، لافتاً إلى أنه "في الوقت الذي بين النبي صلى الله عليه وسلم أعمار أمته ما بين 60 و70 سنة، وقليل منهم من يتجاوز ذلك، إلا أن العبادة في هذه الليلة قد توازي العبادة في 83 سنة وأربعة أشهر تقريباً، وهي الألف شهر التي ورت في القرآن، وهذا فضل من الله كما قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر)". وبين أنه يُستحب للمسلم أن يكثر في هذه الليلة من قول: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة إلى هذا الدعاء. وحظي برنامج "الحقيقة 4" هذا العام، والذي يبث على قناة إم بي سي1 الساعة الرابعة والربع يومياً بمتابعة كبيرة، كما نالت مسابقة "علمني محمد صلى الله عليه وسلم" تفاعلاً كبيراً، ونُشرت مجموعة كبيرة من المشاركات على صفحة الشيخ على الفيس بوك، وطالب بالمشاركة في تقييمها على الرابط: http://twitter.com/#!/rashedzahrany