أكد معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان أن للعشر الأواخر من رمضان فضائل عظيمة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيها أكثر من اجتهاده في أول الشهر، فكان عليه الصلاة والسلام يجتهد في التهجد في هذه الليالي أكثر من تهجده في أول الشهر، وكان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، بمعنى أنه يمكث في المسجد لذكر الله وللعبادة، ولا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان طيلة العشر الأواخر، مما يدل على مزيتها وفضيلتها، كذلك فإن أكثر ما يرجى مصادفة ليلة القدر في هذه العشر الأواخر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنها تُرجى في العشر الأواخر خاصة، فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه العشر طلبًا لليلة القدر. وقد «كان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأوسط من رمضان طلبًا لليلة القدر، ثم في آخر حياته صلى الله عليه وسلم صار يعتكف في العشر الأواخر من رمضان» مبينا أن ليلة القدر ترجى في العشر الأواخر، واعتكف معه نساؤه عليه الصلاة والسلام. فالاعتكاف عبادة عظيمة، وهو المكث في مسجد من المساجد لأجل عبادة الله وحده لا شريك له بالصلاة وتلاوة القرآن، وذكر الله عز وجل، والتفرغ لذلك من أعمال الدنيا، والاشتغال بالله سبحانه وتعالى. هذا هو الاعتكاف، وهو مشروع كل وقت. ولكنه لا يشرع إلا في مسجد تصلّى فيه صلاة الجماعة؛ لقوله تعالى: (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) . وحول أيهما أولى الاعتكاف في العشر الأواخر أم مناصحة بعض المعتمرين القادمين من خارج البلاد وعندهم بعض القصور أو الجهل في العبادات، قال الفوزان: يمكنه الجمع بين الاعتكاف والتذكير في المسجد، يكون معتكفًا ويذكر الحاضرين في المسجد بما يحتاجون إليه ويعلمهم ما يحتاجون إليه.