حظي المقهى الحواري لسفراء المبادرة الوطنية "فرقنا ما تفرقنا"، التي يتبناها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالشراكة مع رابطة دوري المحترفين السعودي، والشريك الرسمي للمبادرة "وقت اللياقة"، بحضور ومشاركة فاعلة ومتميزة. وبدأت الندوة التي احتضنتها الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب وحملت عنوان: "حياة رياضية بلا تعصب"، وحضرها الأمين العام للجمعية "محمد عبدالله الخربوش"، وشارك فيها سفيرا المبادرة نجما الكرة السعودية سابقاً "يوسف خميس، وفؤاد أنور"، والإعلاميان "خلف ملفي، ومنيف الحربي"، وأدارها "مساعد العصيمي" بكلمة ترحيبية، ثم تحدث السفراء عن تجاربهم السابقة في الميدان الرياضي ومقارنة ظاهرة التعصب سابقاً عما أصبحت عليه في الوقت الحالي، بالإضافة إلى مناقشة أسباب تفشي هذه الظاهرة بشكل أكبر في الآونة الأخيرة.
إعلام ورقي: وقال "يوسف خميس" في بداية حديثه: أنا سعيد أن أعود إلى البيت الذي بدأنا منه (كرة القدم)، متشرفاً بأن أكون أحد سفراء هذه المبادرة التي يجب علينا جميعاً أن نتعاون في سبيل تطبيق شعارها #فرقنا_ما_تفرقنا على أكمل وجه.
واسترجع "خميس" ذاكرته أمام الحضور وبساطة اللعب في تلك الأيام (الزمن الجميل) على حد تعبيره، والمحبة التي كانت تكتنف اللاعبين من جميع الأندية وسعادتهم بمواكبة الجماهير لهم أينما حطّوا الرحال في البطولات القارية والعالمية.
وأشار "خميس" إلى أن ما تشهده الرياضة السعودية من تعصب في المرحلة الحالية، والتجاوزات التي تحصل من قبل البعض على وسائل التواصل الاجتماعي؛ أمر مخجل ولا يمت للأخلاق الرياضية بأي صلة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه يفضل متابعة الإعلام الورقي على وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت مرتعاً لكل من أراد أن يتطاول أو أن يدلو بدلوه دون احترام للرأي الآخر.
90 دقيقة: أما "فؤاد أنور" فاعتبر المسألة بكل بساطة 90 دقيقة من المنافسة الشريفة داخل الملعب، مطالباً الجماهير بأن تقبل الخسارة، كما تهلل وفرح للفوز.
وأشار "أنور" إلى أن الفترة التي عاشها عندما كان لاعباً كانت أجمل من الفترة الحالية، فكان الجميع يناقش القضايا الرياضية، وتربط الأندية واللاعبين والإعلاميين والجماهير علاقة أخوية تقوم على الاحترام المتبادل بغض النظر عن الانتماء الرياضي، وكان التنافس فقط داخل المستطيل الأخضر، وعند انتهاء المباراة تبدأ تجمعات اللاعبين والزيارات العائلية أيضاً.
ووجه "أنور" رسالة للشباب باتخاذ المباريات فرصة للاستمتاع، والأهم أن يعودوا لمنازلهم وأهاليهم سالمين، مشيداً بدور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني المتميز من خلال طرح المبادرات المجتمعية الهامة.
قذف وشتم: من جانبه شكر الإعلامي "خلف ملفي" الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب؛ لاحتضانها أولى فعاليات المبادرة، مؤكداً على ضرورة التصدي بحزم لظاهرة التعصب.
واعترف "ملفي" بوجود التعصب في الأوساط الرياضية، إلا أنه تطور للأسف لدرجة القذف والشتم والسب وترويج الشائعات، محملاً الإعلام والبرامج الحوارية المسؤوليةَ الأكبر في تفشي التعصب بين كافة الشرائح الرياضية من لاعبين وجماهير رياضية، وخصوصاً تلك التي تفتقد المنطقية وتستضيف شخصيات تحمل ألوية أنديتها ولا تحترم الرأي الآخر.
وأبان "ملفي" أن #فرقنا_ما_تفرقنا تتضمن أهدافاً حيوية وهامة، وتتبنى السمات الرياضية في الحوار لنبذ التعصب ونشر مبادئ الحوار الحضارية التي تثري ثقافة المجتمع وتساهم في التوجيه الصحيح لكيفية الحوار الرياضي بدون تعصب.
توقيت هام: في السياق نفسه لفت الإعلامي "منيف الحربي" إلى أن المبادرة جاءت في توقيت هام جداً، وبوقت يحتاج فيه الوسط الرياضي والمجتمع إلى مثل هذه المبادرات، بعدما تفشى التعصب على مستوى الأسرة الواحدة، مبيناً أنه لا يوجد أي مبرر للتعصب في الإعلام والبرامج الرياضية.
وقال "الحربي": من الطبيعي أن يكون هناك تعصب، ولكن ضمن خطوط حمراء لا يسمح بتجاوزها، فالهروب من الخطأ لا يبرر بخطأ، مؤكداً أن التعصب وصل لدرجة الاحتقان، وعلى الجهات المختصة إيجاد أنظمة وقوانين في ظل التجاوزات الحاصلة على مواقع التواصل الاجتماعي والإساءات في البرامج الإعلامية.
وفي ختام الندوة ناقش الحضور مع سفراء المبادرة ظواهر التعصب وتأثيراتها السلبية على المجتمع وكيفية التخلص منها.