بحضور عربي ودولي واسع، بدأت صباح اليوم أعمال الملتقى العلمي "مراكز وأجهزة إدارة الأزمات في الدول العربية بين الواقع والمأمول"، والذي ينظمه مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقر الجامعة في الرياض خلال الفترة من 26 إلى 28 من شهر صفر الحالي. حضر حفل الافتتاح رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، ومدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، ومدير عام الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والأمن البحري بالإنتربول بيير سانت هيلير.
يشارك في أعمال الملتقى أكثر من (527) مشاركاً ومشاركة من وزارات الداخلية العربية ومراكز وأجهزة إدارة الأزمات، والجامعات العربية من (14) دولة عربية هي: الأردن، الإمارات، البحرين، الجزائر، جيبوتي، السعودية، السودان، قطر، جمهورية القمر، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، اليمن، إضافة إلى فرنسا وألمانيا وإسبانيا، والبرازيل، والولايات المتحدةالأمريكية، وجامعة الدول العربية، والمنظمة الدولية للحماية المدنية، والدفاع المدني، والإنتربول، وغيرها من المنظمات والجهات ذات الصلة.
بدأ حفل الافتتاح بآيات من القرآن الكريم أعقبتها كلمة اللواء الدكتور فهد بن أحمد الشعلان عميد مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا بالجامعة، والذي أوضح فيها أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية اهتمت منذ إنشائها بموضوع الأزمات وإدارتها عبر تنظيم المؤتمرات والملتقيات والندوات لبحث السبل والآليات التي تحد من وقوع الأزمات وتساعد في مواجهتها والتعامل مع آثارها، كما أعدت الجامعة العديد من الدراسات والأبحاث، وأصدرت الكثير من الكتب المبنية على دراسات علمية موثقة في ميدان إدارة الأزمات، بالإضافة إلى إعداد أطروحات دكتوراه ورسائل ماجستير من قبل طلابها في الدراسات العليا تركزت موضوعاتها في علم إدارة الأزمات. كما اعتمدت الجامعة مؤخراً برنامج في الماجستير في إدارة الأزمات والكوارث سيبدأ تطبيقه العام الدراسي المقبل.
وتناولت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، في كلمتها، الأزمات التي تهدد كيان العديد من دول المنطقة ما يجعلها عرضة للأزمات المتنوعة ما يستدعي ضرورة العمل الجماعي لمواجهتها.
وأكدت أن الواقع العربي يعكس حاجة ماسة لتعزيز البنية التحتية للتعامل مع الأزمات والكوارث وآلية واضحة لتحديد معالم هذا العمل.
وأوضحت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تدرك أهمية بناء قدرات الدول العربية في مجال إدارة الازمات والكوارث من خلال إنشاء شبكة عربية لإدارة الأزمات والكوارث بمختلف أشكالها، وأن هناك جهوداً حثيثة لإنشاء هذه الشبكة في القريب العاجل.
بعدها ألقى مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو كلمة أوضح فيها أن المتتبع للظروف الدولية والمتغيرات المناخية يدرك مدى الحاجة الملحة لتطوير آليات مواجهة الأزمات في الدول العربية، وإعادة النظر في هيكلة الأجهزة القائمة.
وأكد أن التدريب يعد أحد أهم المحاور الرئيسة التي يعول عليها في رفع مستوى التعامل مع الأزمات والكوارث، وكذلك رفع الوعي الوطني تجاه هذه القضية.
وأضاف أن الدفاع المدني السعودي يعمل على تطوير قدراته في مجال مواجهة الأزمات والكوارث من خلال الدراسات والبحوث وتطوير القيادات وتدريب أفراده والاستفادة من الخبرات والتجارب المختلفة، وكذلك من خلال تعزيز الروابط مع المنظمات الإقليمية والدولية في قطاع الحماية المدنية.
وأشاد بالتعاون الوثيق بين الجامعة والدفاع المدني السعودي وبإنجازات الجامعة في مجالات تخصصها، وأنها أضحت أحد أهم مؤسسات تطوير الأجهزة الأمنية العربية.
واختتم الفريق العمرو كلمته بالتأكيد على أن الدفاع المدني السعودي لديه آليات وخطط واضحة المعالم لمواجهة الكوارث والأزمات.
عقب ذلك ألقى مدير الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والأمن البحري بالإنتربول بيير سانت هيلير، كلمة أشاد فيها بجهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجالات مكافحة الجريمة والإرهاب، مؤكداً سعي الانتربول للاستفادة من خبرات جامعة نايف في هذا المجال وعلاقاتها مع الدول العربية، ودعا إلى ضرورة توطيد التعاون الدولي لمواجهة الأزمات والكوارث الناتجة عن الجرائم الإرهابية.
بعدها ألقى رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش كلمة أكد فيها أن الجامعة وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، كانت سباقة إلى تنفيذ إستراتيجيات مجلس وزراء الداخلية العرب في المجالات الأمنية، فقامت بجهود متعددة في هذا المجال، متمثلة في الملتقيات العلمية وورش العمل والدورات التدريبية محلياً وإقليمياً ودولياً من خلال التعاون الإستراتيجي مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة، إضافة إلى أطروحات الدكتوراه والماجستير التي خلصت مخرجاتها إلى إجراءات علمية وعملية، سعياً لتطوير علم إدارة الأزمات والكوارث.
وأكد أن موضوع الأزمات والكوارث يعد من المجالات الحيوية، وبخاصة في ظل التطورات المتلاحقة والمتغيرات المفاجئة التي يشهدها العصر، والتي تتطلب ضرورة الإعداد الجيد، والتخطيط العلمي المتجدد، والتدريب المستمر لتحقيق الاستعداد الجيد وسرعة الاستجابة لمواجهة تلك الأزمات والكوارث، والحد من أخطارها. كما يعتبر علم إدارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها من العلوم المهمة في الدول المتقدمة؛ حيث أنشئت مراكز للتدريب العلمي المتقدم بغية صقل وتأهيل الكوادر البشرية للتعامل الناجح والسريع مع الأزمات والكوارث، بالإضافة إلى تنظيم الندوات والمؤتمرات وورش العمل وإصدار المؤلفات وإجراء الدراسات العلمية حول إدارة الأزمات والكوارث، إذ إن التشخيص الصحيح للأزمات والكوارث هو العامل الأساسي للتعامل الناجح معها، ودون هذا التشخيص يصبح التعامل مع الأزمات ارتجاليًّا لأن المعلومات المتوافرة والصحيحة هي الأساس للتشخيص الصحيح للأزمات.
وأضاف أن هناك ضرورة ملحة للاهتمام بعلم إدارة الأزمات والكوارث وتأسيس مراكز متخصصة في هذا المجال؛ وهذا ما قامت به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الاعلى للجامعة؛ حيث أنشأت مركزًا لإدارة الأزمات وتطوير القيادات العليا يتولى إعداد برامج علمية لمواجهة وإدارة الأزمات من خلال سيناريوهات وكوارث افتراضية وتدريب المسئولين العاملين عليها للاستعداد لمواجهة الأزمات والكوارث الحقيقية وفق المعطيات العلمية والعملي، وإن الجامعة إذ تنظم هذا الملتقى لتؤكد اهتمامها بكل ما يحقق أمن واستقرار ورفاه المجتمعات العربية.
وسيناقش الملتقى على مدار الأيام التالية أوراقاً عن تنظيم مراكز القيادة الميدانية لإدارة الطوارئ، وجهود الإنتربول في إدارة الأزمة الإرهابية، وأزمة القرصنة البحرية، والتكامل بين الأجهزة المختلفة لإدارة الأزمات والكوارث، وجهود الجامعة العربية في مجال الأزمات والكوارث، وإدارة الأزمات وأثرها على الأمن الوطني، والقيادة الإستراتيجية ودورها في درء ومواجهة الأزمات، وتجربة المنظمة الدولية للحماية المدنية في إدارة الكوارث، ودور المؤشرات في الإنذار المبكر للأزمات، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة، إضافة إلى التجارب الأمريكية والفرنسية والألمانية والبرازيلية وتجارب الدول العربية.
ويهدف الملتقى إلى استعراض واقع تجارب الدول العربية في إنشاء مراكز إدارة الأزمات والكوارث، واستخلاص العبر والدروس كقيمة مضافة تستفيد منها الدول العربية في تطوير مراكزها، والوقوف على أحدث التجارب الدولية في إنشاء وتشغيل وإدارة مراكز الأزمات لتحقيق أهدافها بكل كفاءة وفاعلية، والتعرف على أحدث التقنيات العلمية، وسبل توظيفها في مراكز إدارة الأزمات والكوارث، والوصول إلى ملامح النموذج الأمثل لتصميم وتشغيل وإدارة مراكز إدارة الأزمات، ومناقشة آلية تفعيلها في التعامل مع الأحداث الأزموية، والتعارف وتوثيق عرى التواصل بين المسؤولين في مراكز إدارة الأزمات في الدول العربية بهدف تبادل الخبرات والتجارب وتحقيق التكامل بين مراكز الأزمات.