كشف أحد المشاركين في محاولة إنقاذ العائلة التي سقطت في وادي البيضاء بالمدينةالمنورة، الذين لا تزال فِرق الدفاع المدني تواصل البحث عنهم حتى الآن، تفاصيل اللحظات الأولى قبل أن يجرفهم السيل، وهم عائلة مكونة من الزوج وزوجته المفقودَيْن، ووالدة الزوج التي انتشلت جثتها فِرق الدفاع المدني بالمدينةالمنورة، وشُيِّع جثمانها في بقيع الغرقد مساء أمس. وروى المواطن أحمد بن سالم الحارثي ل"سبق" بداية الحادثة عندما قام صاحب مركبة من نوع هايلوكس بقَطْع الوادي في بداية السيل، وبعد أن انتصف الوادي زادت قوة السيل؛ ما أدى لانقلابها؛ فقام بالاستنجاد بالموجودين قرب الوادي؛ فقمتُ بالنزول للسيل، وتمكنت من الوصول إلى المركبة وهي مقلوبة داخل السيل، وحاولت فتح الأبواب إلا أنني فوجئت بأنها مؤمَّنة؛ ما دفعني لكسر الزجاج الأمامي للسيارة، وكانت ممتلئة بالماء من الداخل.
وتابع الحارثي: قمت بإخراج الرجل، وحملته إلى بر الأمان، وكان عبارة عن بقعة من التراب، لا تتجاوز مساحتها مترين في متر، والسيل يحيطها من جميع الجهات، وأبلغني بأن والدته داخل السيارة؛ فقمتُ أنا وزميلي عبدالرحمن العواجي بالنزول والعودة مرة أخرى للسيارة، واستطعنا استخراج والدته، وكان لسان حالها ينطق بالاستغفار والشهادة.
وأضاف: قمنا بحملها إلى البقعة الترابية، وكلما زادت قوة السيل تصغر مساحة البقعة الترابية التي نقف عليها، إضافة إلى عدد 8 أشخاص قاموا بالنزول لاحقاً للسيل، وقام المتجمهرون برمي حبل، وتوصيله بإحدى السيارات، وقمنا بلف الحبل علينا جميعاً؛ لكي يتم استخراجنا من السيل.
وتابع يقول: مع قوة شد الحبل انقطع، وسقطنا جميعاً داخل السيل، وجرفنا إلى مسافة لا تقل عن 500 متر، وأنقذ المتجمهرون ما استطاعوا الإمساك به، وجرف السيل من تبقى، وكانت آخر لحظة رأيت فيها الرجل رب الأسرة وهو ينجرف إلى منحدر؛ فقمتُ بانتشاله وإخراجه مرة أخرى، لكنه كان يستغيث ويستنجد، وقام بالنزول للوادي مرة أخرى محاولة منه لإنقاذ والدته وزوجته.
يُذكر أن مديرية الدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة تواصل عمليات البحث على مدى ال 24 ساعة لليوم الثاني للحادث، من خلال 124 فرداً و12 غواصاً و8 ضباط و5 فِرق إنقاذ و9 قوارب و3 سيارات إنارة وفرقة إسعاف وفرقة كمامات، فضلاً عن مشاركة فريق غوث التطوعي بعدد 6 غواصين، وفريق غوص بعدد 7 غواصين، واثنين من متطوعي الدفاع المدني والطيران الشراعي.
وبيَّن المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بالمدنية المنورة، العقيد خالد الجهني، أن المديرية ترصد كل إمكانياتها وتوفر ما تحتاج إليه من دعم بالمعدات والأفراد للوصول للمفقودين. علماً بأن الفِرق المشار إليها مستمرة في عملها بكامل طاقتها.