تحت رعاية وحضور أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، ووزير التعليم د. عزام بن محمد الدخيّل، افتُتح مساءً أمس أعمال المؤتمر الدولي الثاني للقياس والتقويم، الذي ينظمه مركز "قياس" تحت عنوان "قياس نواتج التعلّم"، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض. وألقى راعي حفل المؤتمر الدولي الثاني وراعي حفل توزيع جائزة قياس للتميز الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، كلمة قال فيها: كم أنا سعيد هذه الليلة بمشاركتكم افتتاح المؤتمر الدولي الثاني للقياس والتقويم، والاحتفال بتسليم جوائز قياس للتميز. وأضاف: أبارك لبلادي هذا المستوى المشرف الذي وصلت إليه في مجالات عدة، منها مجال التعليم، وأقدر الدعم الكبير واللامحدود الذي تقوم به الدولة - رعاها الله - وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للتعليم ولتنمية بلادنا العزيزة. وأشار إلى أن الدولة تستثمر أكثر من ربع مواردها في التعليم؛ وما ذلك إلا لإيمانها بأهميته ودوره في تنمية المجتمع واقتصاده وحضارته بشكل عام. وقدم الشكر لوزير التعليم الدكتور عزام الدخيل وسمو الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للقياس والتقويم الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود على إقامة هذا المؤتمر الدولي المتخصص بالقياس والتقويم، الذي يناقش في دورته الثانية قياس نواتج التعليم. وأكد أن أهمية موضوع المؤتمر تنبع من ناحيتين: أولاهما: أهمية القياس والتثبت وإيجاد الشواهد لنواتج التعلم. فكما هو معلوم ومشهور أن ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته والتحكم فيه. وثانيهما: أهمية نواتج التعلم؛ كونها تعطي الهدف والمحصلة من برامج التعليم ومن تفاعل المعلم والمتعلم والبيئة التعليمية.
وأشاد أمير الرياض بما وضعه المركز من أهداف وما خطه من رسالة، تهدف للمساهمة في تحقيق العدالة والجودة، وما يقدمه من جوائز تشجع التميز والمتميزين من أفراد ومؤسسات.
وهنأ أمير الرياض الفائزين والفائزات من الطلاب والطالبات والمدارس الفائزة هذا اليوم بجائزة قياس للمدارس المتميزة، كما هنأ الفائز بجائزة التميز العالمية في المجال البحثي المتخصص.
ومن جانبه، قال رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم، الأمير د. فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود، إن هذا المركز الذي يبلغ من العمر (15) عاماً يواجه تحدياً كبيراً، يتمثل في صعوبة عمله؛ كونه يتعامل مع قياس الإنسان الذي قد ينظر إلى القياس بأنه تشكيك في قدراته أو مهاراته أو تحصيله. إنه عمل دقيق وحساس؛ كونه يقيس أشياء غير محسوسة، ويحولها إلى أرقام محددة مفهومة. ومع هذا التحدي فالمركز اليوم يقدم أكثر من 86 اختباراً ومقياساً مختلفاً، تصدر منها عشرات النسخ كل عام. كما وصل عدد المختبرين منذ إنشاء المركز إلى اليوم اثني عشر مليون مختبر.
وأوضح أن المؤتمر الدولي الثاني يناقش قياس نواتج التعلم، الذي يحظى بعناية عالمية فائقة، لكنه في الوقت نفسه يعتريه اختلاف في الرؤى حول طريقة تناوله وانعكاسات قياساته على الواقع العملي. مضيفاً بأن المؤتمر سيناقش التجارب، وسيعرض النظريات، وستُتاح مناقشة المشروع الوطني لقياس مخرجات التعليم العالي الذي ينبع من حرص الوزارة على إيجاد معلومات ومؤشرات وشواهد حول جودة برامج التعليم العالي ونواتجها، والذي سينتج منه قريباً - بإذن الله - مؤشر الجامعات السعودية الذي يوفر معلومات دقيقة عن نواتج التعلم في برامجها المختلفة. وأكد أن البذل السخي الذي تقدمه الدولة والجهود التي تقوم بها مؤسسات التعليم لا بد أن تنتج مخرجات جيدة بجودة عالية. من هنا كانت أهمية قياس نواتج التعلّم للتأكد من هذه الفرضية.
وبيَّن أن المؤتمر سيشارك فيه أكثر من 70 باحثاً ومتخصصاً من خلال 66 محاضرة عامة ومتزامنة، و6 ورش تدريبية خلال أربعة أيام. وسجل للمشاركة والاستفادة من هذا المؤتمر أكثر من 2000 مشارك من عدد من الدول العربية والأجنبية. وقدم التهنئة للفائزين والفائزات بجوائز قياس لهذا العام، داعياً لهم ولزملائهم بالتوفيق والمزيد من النجاحات والتميز، وأن يكونوا لبنات بناء متينة ونضِرة في صرح بلادنا خاصة، وفي الأرض عامة. كما قدم التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد بما تحقق لبلادنا من إنجازات على مستويات عدة، وفي أكثر من مجال.
وقدم رئيس المركز شكره وتقديره لوزير التعليم على دعمه ومؤازرته، وهو الذي يؤكد لنا دائماً اهتمامه بمصالح الناس والتسهيل عليهم دون الإخلال بالجودة والعدالة.
وسلم راعي الحفل الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، ووزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخّيل، ورئيس المركز، جوائز التميز لهذا العام للطلاب والمدارس الفائزة. وتم تسليم جائزة التميز البحثي والتطوير للأستاذ الدكتور جورج إنجلهارد (الابن)، كما تفضلت الأميرة الدكتورة البندري بنت عبدالله المشاري آل سعود بتسليم الجوائز للطالبات.
بعدها تم تسليم دروع لراعي الحفل، وتسليم دروع التكريم للشريك الاستراتيجي والرعاة الذهبيين.
وبعد انتهاء الحفل بدأت محاضرة بعنوان (التعليم المبني على النواتج: نظرة تحولية)، قدمها الأستاذ الدكتور وليام سبيدي في القاعة الكبرى للرجال، وتم نقلها مباشرة للنساء في القاعة المستديرة، ورأسها د. علي بن عبدالخالق القرني.