مارس إعلاميون ومثقفون جلد الذات في مكاشفات وانتقادات صريحة لواقع الثقافة والإعلام المحلي، ضمن فعاليات ندوة "مسؤولية المثقف والإعلامي في توعية المجتمع تجاه الأحداث الإقليمية"، التي شهدها ونظمها أمس النادي الأدبي بالرياض، بالتعاون مع ملتقى إعلاميي الرياض. أدار الندوة الإعلامي عبدالعزيز العيد مشرف القناة الثقافية رئيس ملتقى إعلاميي الرياض "إعلاميون"، وشارك فيها كل من عضو الملتقى الإعلامي والمستشار الأكاديمي الدكتور عبدالله الناهسي، والإعلامي والتربوي عضو الملتقى الدكتور خالد العييدي، وأمين عام ملتقى "إعلاميون" مشرف القناة الاقتصادية سعود الغربي، والكاتب الصحفي عضو الملتقى مسلم الرمالي، وسط حضور كتاب وإعلاميين ومثقفين وأكاديميين.
وكشف مشرف القناة الاقتصادية سعود الغربي أن التحضيرات التي يشهدها التلفزيون السعودي تنبئ بقفزة نوعية، من حيث قوة الحضور وسرعة ومساحة التعاطي والمواجهة، مشيراً إلى إنشاء مركز للرصد والتحكم، بالتلفزيون السعودي فكرة رائدة تستحق الدّعم لتحقيق الأمن الإعلامي للوطن، وتكون خط الدفاع الأول.
وأقر "الغربي" بوجود فجوة بين المثقفين ووسائل الإعلام المحلي الذي يفتقر إلى التخطيط الإعلامي، وقال: "الإعلام السعودي متهم بأنه ردة فعل، ولا يوجد تخطيط إعلامي، وهذا قد يكون صحيحاً".
وأضاف: "يجب الاعتراف بالفجوة الكبيرة بين المثقفين والوسائل الإعلامية والقائمين عليها، لذلك من الطبيعي أن يبرز أنصاف المثقفين"، محذراً من أن الخلط بين الوظيفة والمهنة الإعلامية الاحترافية يضر بالمنتج الإعلامي، مشيراً إلى أن حق القنوات التلفزيونية السعودية "مهضوم" في المخصصات المالية.
وأشار الإعلامي والتربوي الدكتور خالد العييدي إلى أننا نعيش أزمة تعريف للمثقف، ولا يوجد لدينا مشروع ثقافي مسوق إعلامياً والفجوة كبيرة، بينما راهن الكاتب الصحفي مسلم الرمالي على دور العلاقات العامة للقيام برسالتها، مطالباً بإعطائها الثقة والدعم، وقال: "يمكننا المراهنة على العلاقات العامة في القيام برسالتها؛ أسوة بما تفعله الدول المتقدمة، فقط نمنحها الثقة والدعم".
وطالب الإعلامي والمستشار الأكاديمي الدكتور عبدالله الناهسي المثقفين بالقرب من الشباب ومد جسور الثقة والحوار معهم، وقال: "يجب على المثقف الاقتراب من المجتمع وتقديم النصح والتوعية إلى النشء وبمفاهيم يدركونها ومن واقعهم".
شهدت الندوة مداخلات أثرت النقاش والطرح المتميز لها؛ حيث اتهمت "نورة أبا الخيل"، بنات جنسها بالعزوف والغياب عن المشهد الثقافي، وقالت: "مجتمعنا غير مهتم بموضوع الثقافة، وخصوصاً النساء، والدليل أني المرأة الوحيدة في الحضور النسائي".
وانتقد "عبدالله الشهيل" ما يواجهه المثقف من ضغوط تعرقل انطلاقته وتكبل إبداعه، وصرح: "لا يوجد لدينا مثقفون على مستوى عالٍ، والمثقف يواجه عادة إملاءات وضغوط تحدّ من انطلاقه والقيام بدوره".