تشهد ضاحية بورجيه - شمالي باريس، اليوم الإثنين، اجتماعاً لزعماء العالم؛ للتوصل إلى حل بشأن التغيُّر المناخي الذي يشهده كوكب الأرض، ومحاولة الوصول إلى تعهدات بخفض إنتاج ثاني أكسيد الكربون. يأتي ذلك وسط استعدادات وتأهب أمني كبير في فرنسا، فيما تتجه الأنظار إلى مراقبة الرئيس التركي رجب طيب أرودغان؛ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ في أول لقاء يجمعهما عقب إسقاط تركيا مقاتلةً روسية على الحدود مع سوريا الثلاثاء الماضي.
ويجتمع زعماء العالم في باريس، اليوم، في محاولة طموحة لوقف ارتفاع درجات حرارة الأرض، وقد حثّوا بعضهم بعضا على إيجاد قضية مشتركة خلال أسبوعين من المفاوضات؛ بهدف الحد من اعتماد الاقتصاد العالمي على الوقود الأحفوري.
ويصل الزعماء إلى محادثات الأممالمتحدة للتغيُّر المناخي في باريس مسلحين بوعود ومصحوبين بتوقّعات كبيرة.
تأتي هذه المحادثات بعد سنوات من المفاوضات الشاقة التي اتسمت بإخفاق قمة سابقة في كوبنهاجن قبل ست سنوات، لكن هذا المؤتمر مصحوبٌ بجو من التفاؤل؛ حيث من شبه المؤكّد التوصل إلى شكل ما من الاتفاق بحلول منتصف ديسمبر، وهو ما سيعد اتفاقاً تاريخياً؛ إن حدث.
ووفق "رويترز"، فقد زادت الضغوط لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، التي يُنحى باللوم عليها في ارتفاع درجة حرارة الأرض، بعد تحذيرات من علماء المناخ ومطالب من ناشطين ونصائح من زعماء دينيين مثل البابا فرنسيس، مصحوبة بتحقيق تقدُّم كبير في مصادر أنظف للطاقة، مثل الطاقة الشمسية.
ويحذّر معظم العلماء من أن الإخفاق في الاتفاق على إجراءات قوية في باريس سيجعل العالم يشهد متوسط درجات حرارة مرتفعة بشكل لم يحدث من قبل، وتجلب معها عواصف أكثر فتكاً وموجات جفاف أكثر تكراراً، وارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية.
وفي مواجهة مثل هذه التوقعات المثيرة للقلق يأتي زعماء أكثر من 150 دولة مسؤولة عن نحو 90 في المئة من انبعاث الغازات المسبّبة لارتفاع درجة حرارة الأرض وهم يحملون تعهدات بخفض إنتاج بلادهم من الكربون؛ وإن كان بدرجات متفاوتة.