فيما تستعد العاصمة الفرنسية باريس، لاستضافة مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ، الذي تبدأ فعالياته اليوم ويستمر حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، بمشاركة 150 من قادة العالم، اضطرت الشرطة الفرنسية أمس، لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة للتنديد ب"حالة الطوارئ المناخية" بالعالم، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية المشددة، وحالة الطوارئ المعلنة بعد اعتداءات 13 نوفمبر الجاري. وكانت فرنسا قد منعت ألف شخص من دخول حدودها منذ اعتداءات باريس، استعدادا لاستضافة المؤتمر، كما وضعت السلطات 24 ناشطا بيئيا قيد الإقامة الجبرية قبل القمة، مشيرة إلى أنه يشتبه في تخطيطهم لاحتجاجات عنيفة أثناء المحادثات. وتزامن ذلك مع تنظيم أكثر من ألفي فعالية في مدن بينها سيدني، وبرلين، ولندن، وساو باولو ونيويورك، لأجل الضغط على زعماء العالم حتى يتحدوا في محاربة الاحتباس الحراري خلال القمة، حيث رفع المحتجون لافتات كتب عليها "ليس هناك كوكب بديل" و "لا لحرق الغابات الوطنية من أجل الكهرباء". وبينما يشارك نحو 150 من قادة العالم، من بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونظيره الصيني شي جينبينج، ورئيس وزراء الهند نارندرا مودي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في افتتاح قمة المناخ اليوم، طالبت المسيرات القوى الكبرى بتجاوز الخلافات والتوصل إلى معاهدة عالمية للحد من مخاطر تغيرات المناخ. اتفاق طموح أعلنت دول الكومنولث في بيان مشترك، أنها تتعهد بالسعي للتوصل إلى اتفاق طموح بشأن التغير المناخي، يضمنه اتفاق ملزم قانونيا، ويطبقه جميع الأعضاء الذين سيشاركون في القمة. ويهدف الاتفاق إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل درجتين مئويتين أو أقل، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وذلك عن طريق الحد من انبعاثات الكربون المسؤولة عن التغير المناخي. وقال مراقبون، إن المؤتمر يسعى للتوصل لاتفاق يمهد لوقف الاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري، الذي اعتبرته لجنة علماء مسببا لكثرة الفيضانات وموجات الحر وارتفاع مناسيب مياه البحار، مشيرين إلى أنه في حال الفشل في التوصل إلى مثل هذه الاتفاق، فإن العالم سيصبح غير صالح للحياة البشرية.
خطط طويلة قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي، إن جميع الحكومات تقريبا أعدت خططا لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما بعد عام 2020، في دلالة إيجابية لإيجاد حل لسلسلة من العراقيل في قمة المناخ، لافتا إلى أن هذا الأمر جديد تماما، وأن الارتفاع الكبير في عدد الدول التي أعدت خططا لمعالجة تغير المناخ، أمر مشجع قبل القمة. من جانبها، قالت الأممالمتحدة إن الخطط التي أعدتها الدول تغطي نحو 95 % من الانبعاثات العالمية. وكانت الصين قد تعهدت في يونيو بأن تصل انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون إلى ذروتها بحلول 2030 ثم البدء بالحد من هذه الانبعاثات. وحتى الآن، أصدرت 183 دولة من أصل 195 دولة خططا طويلة الأمد لمعالجة تغير المناخ.