قال الفلكي عبد العزيز بن سلطان الشمري: إن المسلمين اختاروا التقويم القمري لأنه ضرورة اجتماعية حضارية لا غنى لأي أمة من الأمم عنه، مبيناً أن الحاجة ما زالت تتزايد إلى التاريخ على مدار الزمن، حتى لم يعد بالإمكان تصور حياة الفرد أو المجتمع بدونه. وأوضح الفلكي الشمري الذي حل ضيفاً على مهرجان برنامج رمضان أرامكو السعودية: إن من نعم الله على الإنسان أن جعل له من حركة الشمس والقمر دليلاً يهتدي به إلى معرفة السنين والحساب، وقد وجه الله تعالى أبصار البشر إلى السماء وبالأخص إلى القمر ليستنبطوا من حركته علم مقياس الزمن ومعرفة عدد السنين والحساب. وأضاف الفلكي الشمري: "لكل أمة من الأمم تقويمها الخاص بها، تعتز به وإليها ينتسب وبه تؤرخ أحداثها وأيامها وتحدد أعيادها ومناسكها، فهو يمثل تاريخها ودينها وحضارتها، وهو حافظ ذاكرتها وصندوق ذكرياتها وسجل أحداثها ومرآة ثقافتها. وكان رجال الدين من كل أمة هم القيمين على التقويم، يحددون بداية شهوره وأطوالها وطبيعة سنينه وأحوالها من حيث البسط والكبس وغيرها، فالرهبان الرومان كانوا قوامين على تقويمهم، وسدنة نار المجوس كانوا مسئولين عن تقويمهم، وكبار حاخامات السنهدرين من اليهود كانوا يختصون بتقويمهم، والبابا غريغوري الثالث عشر على رأس لجنة تصحيح تقويم النصارى.
ووجدنا عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه، يعرض تقاويم الأمم المجاورة من اليهود والفرس والأقباط والرومان، ويؤسس للأمة الإسلامية تقويمها الخاص بها، متمسكاً بالعمل بالتقويم القمري الذي يتناسب مع أعياد المسلمين.
والتقويم القمري تقويم رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية ليس من ابتداع أحد الفلكيين، وليس للفلكيين سلطان على أسماء الشهور العربية القمرية، ولا على عددها أو تسلسلها أو أطوالها، وإنما يتم كل ذلك في حركة كونية ربانية".
وتحدث عبد العزيز الشمري عن تطبيق شروط شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، رحمه الله، في رؤية الهلال.