قدم الباحث العلمي الفلكي عبدالعزيز الشمري، أمسية بعنوان «الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مواقع النجوم والكون» وذلك ضمن ليالي مهرجان برنامج رمضان ارامكو السعودية الثقافي. حيث تحدث الفلكي الشمري، الباحث العلمي بالمركز الوطني للفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، في البداية عن أهمية العلوم الفلكية والإعجاز العلمي، ثم فتح الباب مع الجمهور للأسئلة. وأوضح الفلكي الشمري بأن التقويم ضرورة اجتماعية حضارية لا غنى عنه في كل مجال من مجالاتنا الحياتية اليومية قديماً وحديثاً في المجالات الزراعية أو الصناعية أو التجارية أو العملية أو غير ذلك، وفي حالات السلم والحرب والأفراد أو المؤسسات والوزارات، وقد أحتاج إليه الإنسان منذ فجر التاريخ، وما زالت هذه الحاجة الملحة تتزايد إليه على مدار الزمن حتى لم يعد بالإمكان تصور حياة الفرد أو المجتمع بدونه. وقال أن من نعم الله على الإنسان أن جعل له من حركة الشمس والقمر دليلاً يهتدي به إلى معرفة السنين والحساب، وقد وجه الله عز وجل أبصار البشر إلى السماء وبالأخص إلى القمر ليستنبطوا من حركته علم مقياس الزمن ومعرفة عدد السنين والحساب، مشيراً إلى أن التقويم ما هو إلا سجل زمني يشتمل على خرائط الزمن يبين عليها مواقع السنين والشهور والأيام، فاليوم متولد من حركة الشمس والشهر متولد من حركة القمر والسنة حساب لعدد الأيام والشهور. وأشار الشمري، أن لكل أمة من الأمم تقويمها الخاص بها، به تعتز وإليها ينتسب وبه تؤرخ أحداثها وأيامها وتحدد أعيادها ومناسكها، فهو يمثل تاريخها ودينها وحضارتها، وهو حافظ ذاكرتها وصندوق ذكرياتها وسجل أحداثها ومرآة ثقافتها، ولذلك وجدنا للمصريين والفرس والرومان والهنود واليهود والصينيين وغيرهم تقويمهم الخاص بهم، وكان يستحيل على أمة تؤرخ بتقويم أمة أخرى، أو على أصحاب ديانة أن يؤرخوا بتقويم ديانة أخرى، وكان رجال الدين من كل أمة هم القيمين على التقويم يحددون بداية شهوره وأطوالها وطبيعة سنينه وأحوالها من حيث البسط والكبس وغيرها، فنجد رهبان الرومان قوامين على تقويمهم، وسدنة نار المجوس مسئولين عن تقويمهم، وكبار حاخامات السنهدرين من اليهود يختصون بتقويمهم، والبابا غريغوري الثالث عشر على رأس لجنة تصحيح تقويم النصارى. وأضاف وجدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يعرض تقاويم الأمم المجاورة من اليهود والفرس والأقباط والرومان ويؤسس للأمة الإسلامية تقويمها الخاص بها متمسكاً بالعمل بالتقويم القمري الذي يتناسب مع أعياد المسلمين. مبيناً أن التقويم القمري تقويم رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية ليس من ابتداع أحد الفلكيين، وليس للفلكيين سلطان على أسماء الشهور العربية القمرية، ولا على عددها أو تسلسلها أو أطوالها، وإنما يتم كل ذلك في حرك كونية ربانية. كما تحدث عن تطبيق شروط شيخ الإسلام احمد ابن تيمية رحمه الله في رؤية الهلال وهي الاستمرار والاقتران والإهلال.