يستعد مزارعو محافظة وادي الدواسر، لجني ثمار محصول اليقطين أو القرع المعروف باسم "الدباء"، بالتزامن مع موسم "طالع الإكليل"، الذي يعد أول منازل فصل الشتاء، وأول نجوم المربعانية، والتي تجد إقبالًا كبيرًا من المواطنين والمقيمين خاصة من الجنسية الهندية، بسبب ما تتمتع به من قيمة غذائية عالية مفيدة لصحة الإنسان. وأكد ابن القيم الجوزية في كتابه "الطب النبوي" أن ماء ثمرة الدباء يقطع العطش، ويذهب الصداع، وأنه مليّن للبطن، ولا أعجل منه نفعًا لأصحاب الأمزجة الحارة والمحمومين، بينما يؤكد الطب الحديث أن عصارة نبات الدباء تُعيد صبغات الجلد، وتنمي أنسجته وتقوي الجسم، وتفيد في التهاب المجاري البولية، وبذوره تطرد الدودة الوحيدة، وتخفض "ضغط الدم" وتعالج "الأرق" و"البواسير".
ويقول عبد الرحمن آل حسينة، وهو أحد المختصين في مجال التغذية إن "الدباء" خضرة سهلة الهضم كأنواع الخضروات الأخرى، ولها قيمة غذائية تكمن في احتوائها على البروتينات وبعض النشويات والفيتامينات التي من أهمها فيتامين "أ"، بالإضافة إلى أنه غنّي بالحديد ومصدرا للكالسيوم، حتى أنه قد يفوق ما في بعض الخضروات من كالسيوم، وثُلث ما يحوي الحليب من هذه المادة المفيدة لعظام الإنسان.
أحد الباعة بالمحافظة أفاد أن سعر صندوق القرع الذي يزن 10 كيلوغرامات يتراوح ما بين 10- 15 ريالا فقط، وكلما صغر حجم الثمار كان أكثر طلبًا وأرفع في السعر وهو ما يطلق عليها "شباب"، فيما قال أحد المشترين ويدعى ناصر الدوسري في العقد السادس من عمره تقريباً، إنه يحرص في مثل هذا الوقت من كل عام على شراء قرع الدباء لما يعرف عنه من فوائد طبية كثيرة.
وفي زاوية من زوايا السوق قالت المسنّة "أم محمد" التي كانت تتبضع الدباء من أحد الباعة: "أحضر إلى هنا في مثل هذا الموسم إلى السوق للحصول على كمية من الدباء الغنية بالمواد الصحية للجسم، وأخلطها بعد تقطيعها مع بعض الأكلات الشعبية كالمرقوق والفتة"، مبينة أن أسعارها في متناول اليد بسبب كثرة المعروض منها في المحافظة.
وأوضح المزارع مبارك عبد الرحمن الخناجرة أن زراعة الدباء تصلح في الأرض الصفراء الخفيفة، وتنجح زراعتها في جميع أنواع الأراضي ماعدا "المالحة" و"الغدقة" الرديئة الصرف، في حين تتلخّص طريقة الزراعة في حرث الأرض وتسويتها وإضافة السماد إليها، ومن ثم فتح الأرض بالمحراث على هيئة خطوط ، تقسم إلى مصاطب تبعد بعضها عن بعض.
وأضاف "الخناجرة" أن الأرض تروى بالماء وتترك حتى تجف، ثم تحفر حفر صغيرة على ضفاف المجاري، بحيث يكون البعد بين الحفر من 50 - 70 سنتيمترا، ويوضع في كل حفرة بذرتين تطمر بالتراب الرطب، ثم بالتراب الجاف، لمنع تشقق سطح التربة فوق البذور.