فيما وصفته ب"مفاجأة كانت متوقّعة" نسبت صحيفة "الفجر" القاهرية إلى مصادر مطلعة داخل مستشفى شرم الشيخ الدولي أن الرئيس المصري السابق حسنى مبارك لن يذهب إلى المحكمة؛ نظراً لتعرّضه لحالة نفسية شديدة، جعلته في احتضار لمدة تجاوزت الساعتين، وهو ما يعنى استحالة حضوره غداً الأربعاء أمام القاضي. وقالت المصادر: إن الفريق الطبى المعالج يقوم حالياً بإعداد تقرير عن حالة مبارك المتغيرة؛ لعرضه على وزير الصحة المصري للبتّ في أمره إذا كان سيذهب إلى المحكمة أم لا. وفي سياق متصل، نسبت وكالة رويترز إلى شهود عيان أن مشاجرة وقعت اليوم الثلاثاء أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي الذي يرقد به مبارك، وأن أعيرة نارية أُطلقت بكثافة خلال التشاجر. وقالت مصادر طبية: إن ثلاثة من العمال الوافدين من صعيد مصر أُصيبوا بجروح خطيرة خلال تبادل إطلاق النار، ونُقلوا إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي. وأوضح شاهد أن المشاجرة وقعت بين بدو وعمال وافدين من صعيد مصر. وقال الشاهد: إن المشاجرة وقعت بعد أن ضرب بدو وافداً وأصابوه بجروح أُدخل بسببها مستشفى شرم الشيخ الدولي. وأضاف أن أقارب المصاب حضروا إلى المكان، واشتبكوا بالرصاص مع البدو، وقطعوا الطريق أمام المستشفى، وحطّموا الحواجز التي تُستخدم في تأمين باب المستشفى. وتابع أن قوات الشرطة التي كانت تقوم بتأمين بوابة المستشفى انسحبت إلى الداخل مع بدء تبادل إطلاق النار. وقال الشاهد: إن عشرات المسلّحين من الجانبين يشاركون في الاشتباكات التي امتدت إلى منطقة عشوائية قريبة يسكنها بدو. من جانبه، أكّد اللواء محمد نجيب مدير أمن جنوبسيناء، أن المشاجرة بعيدة كل البعد عن عملية نقل مبارك برغم أن الاشتباك كان أمام مستشفي شرم الشيخ. وقال خلال مكالمة هاتفية مع برنامج تلفزيوني: إنه تم تعزيز قطاع الشرطة لتأمين المكان المحيط بمستشفي شرم الشيخ، بالإضافة إلي تكثيف عمل الشرطة للقبض علي الذين قاموا بإطلاق النيران بالمشاجرة، مشيراً إلي عدد المصابين الذي لم يتجاوز 3 مصابين، اثنين من الصعايدة، وواحد من البدو. وأوضح أن المفاوضات جارية مع أهالي العائلتين لفضّ الاشتباك تحسّباً لتكرار حدوثه غداً الأربعاء بالتزامن مع نقل مبارك إلي القاهرة. وقالت وسائل إعلام: إن مبارك ينتظر نقله إلى القاهرة، حيث ستبدأ محاكمته غداً الأربعاء، لكن مصريين يتشككون في أن يظهر في قفص الاتهام قائلين: إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد يريد تجنب إذلال رئيسه السابق. ومبارك (83 عاماً) متهم بالتآمر لقتل متظاهرين والشروع في قتل آخرين خلال الانتفاضة التي أطاحت به في فبراير الماضي. أكثر من 20 مدرَّعة و 3 آلاف ضباط وجندي لتأمين المحاكمة
الليلة.. نقل مبارك إلى القاهرة بطائرة خاصة "مهما كانت حالته الصحية"
سبق – القاهرة: نقلت صحيفة "الأهرام" القاهرية على موقعها تأكيد اللواء محمد نجيب، مدير أمن جنوبسيناء، اليوم الثلاثاء أنه تم وضع خطة تأمينية بالتنسيق مع القوات المسلحة؛ لنقل الرئيس السابق حسني مبارك من مقر محبسه في مستشفى شرم الشيخ الدولي إلى قاعة محاكمته بأكاديمية الشرطة بالقاهرة، مع ضمان وصوله إلى هناك قبل موعد المحاكمة صباح غد الأربعاء. وشدَّد اللواء نجيب على أن "مبارك سيتم نقله تحت أي ظروف، ولا تراجع عن نقله". مؤكداً أن مديرية الأمن ملتزمة بتنفيذ ما جاء في إخطار النيابة الخاص بنقل مبارك لحضور المحاكمة في قضية قتل المتظاهرين. وأضاف نجيب بأن السرية التي تحيط بخطة تأمين نقل مبارك وموعد النقل "تهدف إلى تأمين عملية النقل بعيداً عن تجمهر المواطنين لحضور هذا الحدث التاريخي تلافياً لحدوث أية احتكاكات". وقالت قناة "الجزيرة" الفضائية إنه سيتم نقل مبارك "الليلة" إلى القاهرة بطائرة خاصة "مهما كانت حالته الصحية". وقالت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" إن الأجهزة الأمنية المعنية بوزارة الداخلية قامت بالتنسيق مع القوات المسلحة بوضع خطة أمنية موسَّعة استعداداً لمحاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق و6 من كبار مساعديه، المقرر عقدها صباح غد الأربعاء بأكاديمية الشرطة. ويشارك في خطة التأمين أكثر من 20 مدرعة، ونحو 3 آلاف من جنود وضباط الأمن المركزي والبحث الجنائي والأمن العام، فيما سيتم فرض كردون أمني من جانب القوات المسلحة على منافذ دخول الأكاديمية والاطلاع على تحقيق الشخصية لكل من صدر له تصريح بحضور الجلسة من الإعلاميين والمحامين المدعين بالحق المدني. كما تم وضع خطة مرورية شاملة لمنع التكدسات المرورية بالمناطق المؤدية إلى الأكاديمية، خاصة مناطق مدينة نصر والطريق الدائري وطريق الأوتوستراد، إضافة إلى الاستعانة بالكلاب البوليسية والبوابات الإلكترونية لتفتيش الحضور، على أن يتم تسليم جميع الهواتف المحمولة إلى أمن الأكاديمية قبل الدخول إلى القاعة. تجدر الإشارة إلى أن كلاً من الرئيس السابق مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال المقبوض عليه في إسبانيا حسين سالم وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق و6 من مساعديه سيحاكَمون بتُهَم قتل المتظاهرين والتربح والإضرار العمدي بالمال العام، وتصدير الغاز لإسرائيل، وذلك في الجلسة المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة برئاسة المستشار أحمد رفعت. وقد حاول نحو 200 محامٍ الثلاثاء اقتحام مكتب المستشار السيد عبدالعزيز عمر رئيس محكمة استئناف القاهرة بدار القضاء العالي احتجاجاً على عدم منحهم تصاريح تُمكّنهم من الدخول وحضور المحاكمة. وأكد المستشار السيد عبد العزيز عمر لعدد من المحامين، بوصفهم ممثلين عن زملائهم، أن فترة منح التصاريح انقضت في الرابعة من مساء الاثنين، وأشار إلى أن مسألة حضور الجلسة من اختصاص رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد رفعت وحده دون أدنى تدخل من محكمة الاستئناف.