يرصد مركز الفلك الدولي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، يوم الجمعة القادم، سقوط جرم سماوي على الأرض، فيما سينظّم مركز الفلك الدولي، ووكالة الإمارات للفضاء، بالتعاون مع معهد "سيتي" في الولاياتالمتحدة، ومعهد أنظمة الفضاء في جامعة شتوتغارت في ألمانيا، ومرصد مركز "كلاي" في الولاياتالمتحدة حملة علمية يتخللها ذلك الرصد، كما سيتم استئجار طائرة خاصة لرصد دخول الجرم السماوي في الغلاف الجوي الأرضي، وستقلّ الطائرة -بمشيئة الله- 11 عالماً وخبيراً من الجهات سالفة الذكر، ومنهم علماء يعملون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية. وتشير الحسابات الفلكية إلى أنَّ هناك جرماً سماوياً يسمى "WT1190F" يبلغ قطره ما بين 1 متر إلى 3 أمتار يدور حول الأرض بمدة مقدارها 22.7 يوماً وبسرعة مقدارها 11 كم في الثانية الواحدة، وقد تم اكتشافه يوم 3 أكتوبر 2015م، وأن هذا الجرم سيسقط على الأرض يوم 13 نوفمبر 2015م بحدود الساعة 06:19 بالتوقيت العالمي، فوق المحيط الهندي بالقرب من سواحل سريلانكا الجنوبية، وسيظهر هذا الجرم وهو يحترق في الغلاف الجوي في وضح النهار، ومن المتوقع أن يبلغ لمعانه لمعان القمر البدر. وبات من شبه المؤكد أن هذا الجرم عبارة عن قطعة من مخلفات الأقمار الصناعية.
وتتلخص المهمة -وفق ما ذكره مركز الفلك الدولي- بانطلاق طائرة خاصة من مدينة أبوظبي قبيل فجر يوم 13 نوفمبر، متجهة إلى موقع سقوط الجرم السماوي، بحيث تقع الطائرة على بعد 200 كم إلى الجنوب من الجرم الساقط عندما يكون على ارتفاع 75 كم، وتبقى الطائرة محلقة في الجو لمدة نحو نصف ساعة أثناء الوقت المتوقع لسقوط الجرم السماوي، وهو بحدود الساعة 06:19 صباحاً بالتوقيت العالمي، ويكون الفريق خلالها مستعداً لتصوير الحدث باستخدام الأجهزة العلمية المختصة. ومن ثم تعود الطائرة إلى مدينة أبوظبي.
ومن المتوقع أن يحترق الجرم بشكل كامل في الغلاف الجوي، وإن تمكنت أجزاء من الوصول لسطح الأرض فستكون قطعاً صغيرة وستسقط في المحيط الهندي، ومن المتوقع رؤية الحدث من تلك المنطقة بالعين المجردة من سطح الأرض، فيما تمثل هذه المهمة تجربة فريدة من نوعها؛ إذ إنها من الفرص النادرة التي يكون العلماء على علم سابق بموعد ومكان سقوط جرم سماوي بشكل دقيق، مما يتيح الفرصة لدراسة سقوط الجرم السماوي على الأرض ومعرفة تأثير الغلاف الجوي، وتمثل فرصة مميزة لمقارنة النماذج العلمية التي تبين آلية سقوط الأجرام السماوية على الأرض ومعرفة دقتها.
ومن أهداف الحملة دراسة كيفية انفجار الأجرام الساقطة على الأرض، والذي يعتبر عاملاً مهماً في التنبّؤ بالأمواج الصدمية المتولدة في الغلاف الجوي، كتلك التي حدثت عند سقوط نيزك "تشيليابنسك" فوق روسيا 15 فبراير 2015م.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة مدعومة من جهات رسمية في دولة الإمارات، حيث تكرمت الجهات المعنية بدعم الرحلة بشكل كامل، وأبدت اهتمامها ومتابعتها لإنجاح الحملة بشكل كبير.