شهدت سماء الرياض وبعض مناطق المملكة ليل أمس حدثا فلكياً مرعبا بمرور جرم امتد عند احتراقه بخط مضيء باللهب مما أثار التخوفات من التشابه الذي ضرب روسيا في 15 فبراير الماضي الذي دخل الارض بسرعة وانفجر بطاقة تعادل 250 طناً من المادة المتفجرة وتسبب في الاضرار وعشرات الاصابات البشرية . وحسب المعلومات الأولية عن شهاب البارحة وصف بانه حالة نادرة وانتهاءه السريع بسلام يؤكد عدم وجود احتمال قادم من هذا النوعية ، والاشارة الى ان عملية الرصد المسبق تبدو مستحيلة خاصة في هذه الاحجام التي لا ترقَ الى مستوى الكويكبات أو الاجرام الضخمة التي تمثل الخطورة الحقيقية في حال اقترابها من الارض اذا تغير اتجاهها واصطدمت بكوكبنا وهو الذي لن يحدث قريبا في تقدير العلماء . من جانبه رجح الدكتور عبدالله المسند الاستاذ بجامعة القصيم بان يكون الجرم السماوي الذي احترق قريبا من الارض في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت هو نيزك ، مشيرا الى تطابق الرؤى لدى الكثيرين الذين تابعوا لحظات مروره حتى انتهى بسلام ، وبالتالي فان تحليل هذا الحدث يؤكد أنه جرم فضائي " نيزك " دخل الغلاف الجوي للأرض، عند الساعة 12:15 تقريباً. وأضاف بانه عند دخوله للغلاف الجوي واحتكاكه بذرات عناصره الغازية ارتفعت حرارته لأكثر من 2500 درجة مئوية، حيث بدأ بالاحتراق وشوهد بالعين المجردة وهو على ارتفاع يصل إلى 80 كم تقريباً، وكان لونه مختلطاً بين الأبيض والأزرق والأخضر، وفقاً لعناصره الكيميائية المكونة له وقبل بلوغه لسطح المنطقة الوسطى والارتطام بها : شاء المولى رحمة بعباده أن ينفجر على ارتفاعات عالية والله أعلم. وفي سياق متصل قال الفلكيون ان النيازك تكون أكبر من الشهب، وقد يكون التفسير بانها مسألة التسمية فيطلق عليها " شهب " وعند ارتطامها بالاض تسمى " نيازك " ، وهي قطع صخور تسبح في الفضاء، وعندما تمر قرب الأرض فان الجاذبية الأرضية تسحبها اليها، وحين تدخل الغلاف الجوي الأرضي تحتك بالهواء وترتفع حرارتها، وبمرورها بالغلاف الجوي وارتفاع درجة حرارتها وسقوطها السريع يجعلها تبدو لامعة كالنجوم التي تتحرك بسرعة ، بينما الغلاف الجوي يمثل حاجزا الا عند اختراق اجسام قوية وكبيرة وهي النيازك النادرة ، والصغيرة منها تسقط بأعداد هائلة يوميا.