واشنطن - أف ب - أطلقت موسكو سلسلة إجراءات لمحاصرة آثار حادث سقوط نيازك وشهب على مقاطعة تشيليابنسك في الأورال وسط البلاد، ووضع حوالى 20 ألف شخص في حال تأهب لمساعدة المتضررين فيما بدأ غواصون تابعون لوزارة الطوارئ عمليات بحث للعثور على شظايا النيزك الساقطة على المنطقة لدرسها. وتزامن ذلك، مع إعلان وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن كوكباً صغيراً قطره 45 متراً اقترب أول من أمس من الأرض من دون أن يسبب أضراراً. وعاد الهدوء جزئياً أمس، إلى مقاطعة تشيليابنسك والمناطق المحيطة بها، بعد يوم عاصف أثار موجة رعب كبرى، وأسفر وفق أحدث حصيلة بثتها وزارة الداخلية عن جرح 1200 شخص بينهم 200 طفل. وقال محافظ المقاطعة ميخائيل يوريفيتش إن «العناية الإلهية وحدها أنقذت المنطقة من كارثة مروعة» في إشارة إلى أن سقوط النيزك الذي قدّر وزنه بنحو 10 أطنان في بحيرة جنوبروسيا، كان سينجم عنه ضحايا بالآلاف لو أنه سقط على مناطق سكنية أو على المنشآت النووية التي تقع على مقربة من مكان الحادث. وأورد يوريفيتش حصيلة أولية للأضرار المادية التي تجاوزت وفق تقديرات 33 مليون دولار. وفيما أرسلت وزارة الطوارئ طائرة خاصة من موسكو لإجلاء جرحى في حاجة إلى عناية خاصة، بدأت فرق خبراء جمع أجزاء صغيرة من الشظايا التي سقطت على ست مدن أثناء هطول أمطار غزيرة محمّلة بالغبار الفضائي والشظايا بعد سقوط النيزك مباشرة. وأشارت مصادر الوزارة إلى بدء غواصين نشاطاً مكثفاً داخل بحيرة جيبركول للعثور على أجزاء من النيزك، الذي سقط بسرعة تجاوزت 30 كيلومتراً في الثانية لحظة ارتطامه بسطح الماء. وحشدت الوزارة 20 ألف شخص وضعتهم في حال تأهب لتقديم مساعدات للسكان إذا دعت الحاجة، وسط تأكيد علماء أن الحادث لن يكون له مضاعفات. وكان شهود تابعوا مشهداً نادراً صباح أول من أمس، عندما اقتربت كرة نارية ضخمة تجر ذيلاً مشتعلاً من الأرض بسرعة كبيرة وهوت في البحيرة، وقال علماء إن الحادث نجم عن انفجار جرم سماوي صغير قرب الغلاف الجوي سقطت أجزاء منه على الأرض. إلى ذلك، أعلن خبراء في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» أنهم حصلوا على معطيات جديدة بعد إعادة احتساب مؤشرات الجسم الفضائي، الذي سقط، دلت إلى أن أبعاده أكبر بكثير مما أعلن عنه، وإن الانفجار الناتج من سقوطه أقوى من 0،5 ميغاطن، واعتبروا أن قوته فاقت قوة انفجار القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما ب 30 مرة. ووفق المعطيات فإن «ناسا» توصلت إلى هذه النتائج بعد حصولها على تفاصيل إضافية رصدت في خمس محطات صوتية، أحدها في ألاسكا على بعد 6500 كلم من تشيليابينسك. وتفيد المعلومات بأن 32،5 ثانية كانت كافية لتحطّم الجسم الفضائي منذ لحظة اختراقه الغلاف الجوي. كويكب «2012-دي ايه-14» إلى ذلك، أوضحت «ناسا» أمس أن الكويكب، الذي يزن نحو 135 ألف طن وأطلق عليه اسم «2012-دي ايه-14» وهو جسم في النظام الشمسي يتألف من صخر ومعادن وجليد، مرّ على بعد 27680 كيلومتراً عن الأرض. وكشفت صور التقطها تلسكوب في أستراليا وبثتها الوكالة الأميركية خطاً أبيض صغيراً يتحرك في سماء سوداء. وأوضحت الوكالة أن هذا الجسم الفضائي هو الأكبر الذي يقترب من الأرض ويرصده العلماء، ومر على بعد عُشر المسافة بين الأرض والقمر شرق المحيط الهندي في موقع شاقولي على سواحل سومطرة في إندونيسيا بسرعة 7.8 كلم في الثانية. ولو تحطّم هذا الكوكب الذي يعد صغيراً على الأرض، لأدى إلى أضرار تشبه تلك التي نجمت عن سقوط جسم مماثل في تونغوسكا (وسط سيبيريا) عام 1908، على حد قول تيم سبار الخبير في جامعة هارفرد. وقال صموئيل كونافيس الأستاذ في مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جون هوبكينز في ولاية ميريلاند (شرق) «لا علاقة بين الحدثين». كما أكد روبرت ماسي من المعهد البريطاني للفلك «رويال استرونوميكال سوسايتي» أن سقوط المذنّب في روسيا حدث «قبل 12 ساعة» والجسمين الفضائيين كانا يتحركان في اتجاهين مختلفين.