"عشر ساعات كنا نتفرج على سيارة الإسعاف، ولا تستطيع الوصول لنا ولا نحن نستطيع الوصول لها، حالة شقيقي تتأزَّم ويزداد قلقنا، والناس من حولنا والطرق تحتجزنا.. مات أخي، قضاء الله وقدره، لكن هناك أسباب: الطرق مقطوعة برغم مطالباتنا منذ سنين طوال.. الحكومة وفرت إسعافًا طائرًا فلماذا لم ينقذ أخي؟ كل الجهات خذلتنا. بهذه الكلمات الحزينة تحدث "علي يحيى عرار النجعي" شقيق المتوفى الذي نشرت تفاصيل حادثته "سبق"، وتابعتها خلال اليومين الماضيين.
ويصف "النجعي" تلك الليلة ل"سبق" قائلاً: بعد العصر تعرض شقيقي لوعكة صحية، وضيق شديد في التنفس، وهو مريض منذ وقت سابق، وسقط أرضًا فحملناه فاجتزنا الوادي الأول في قرية الوجية والتابع لوزارة النقل، وتوقفنا أمام الوادي الثاني التابع لبلدية صبيا، في بداية قرية مشلحة، عاجزين عن قطعه؛ لقوة جريانه تلك الليلة.
وتابع: صرنا محاصرين من العودة به للمنزل، أو الخروج به للمستشفى وكانت حالته تتدهور أمامنا وفرق الإسعاف في الضفة المقابلة للوادي لم تتمكن من الوصول لنا، ولا جاء الإسعاف الطائر لإنقاذه ولا حتى آليات الدفاع المدني القادرة على الإنقاذ.
وواصل: مرت الساعة تلو الأخرى من الرابعة عصرًا تقريبًا، حتى قرابة الواحدة ليلاً توفي في السيارة، ونحن نهتف ونتصل ونناشد منقذًا بلا جدوى.
وأكد "النجعي" أنه سيتقدم بشكوى رسمية للجهات العليا ضد الجهات الرسمية كافةً، التي عجزت عن إنقاذ شقيقه، وكذلك ضد فرع وزارة النقل والبلدية؛ كونهما سببين في حصارهم حتى وفاة شقيقه المريض.
في سياق متصل أكد مدير فرع وزارة النقل، بمنطقة جازان، "المهندس ناصر الحازمي" ل"سبق"؛ أن مشروع وادي وساع بقرية الوجية تم سحبه من المقاول.
بدورها تابعت "سبق" حادثة وفاة المواطن الذي كان ينتظر الإسعاف خلف واديين تعزل قرية مشلحة والهيجة، أحدهما تابع للبلدية، والآخر للنقل.
وقال الأهالي في ذلك الوقت ل"سبق": إن وادي مشلحة يفتقد وجود عبّارة؛ ما أعاق وصول سيارة الإسعاف لإنقاذ المريض في الوقت المناسب، مضيفين أن الضحية كان من سكان الوجية، ويعزله واديان عن الإسعاف، وهو مريض بالقلب والضغط والسكري، وأتى من الرياض ليحضر دفن شخص آخر قبل أن يتعرَّض لوعكة صحية بعد المغرب".
وأكدوا انهم اتصلوا بالإسعاف والدفاع المدني بعد عجزهم عن الذهاب به إلى المستشفى، وعندما حضرت الفرق لم تستطع الدخول إلى القرية؛ بسبب السيول التي تحاصرها، وظلت متوقفةً عند ضفة الوادي".
واشتكى الأهالي من تكرار المأساة في قرى مركز الكدمي، طناطن، ورايغة نخلان، وطريق الحسيني– الكدمي؛ حيث تواصل السيول قطع الطرقات وعزل القرى.