اختتم يوم الخميس بمقر أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، أول برنامج تدريبي تابع للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس"، والذي أقامته أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بعنوان "تدريب المدربين على تطبيقات الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية في بيئات التعليم"، واستمر لمدة 12 يوماً، بحضور 100 مشارك من بينهم أساتذة جامعات، ومتخصصون من الرجال والنساء، يمثلون 24 جهة رسمية. ويهدف البرنامج إلى تهيئة وبناء التصور العام للاحتياج الوطني لمدربي الوقاية وخطة التدريب المحورية، والتدريب على تنمية مهارات الطلاب الحياتية اللازمة لوقايتهم من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وتوضيح عوامل الحماية والخطورة لدى الطلاب لتنمية مهاراتهم في تجنب تعاطي المؤثرات العقلية، بالإضافة إلى التدريب على تكوين الوعي والثقافة السنوية في بيئات التعليم بخطر المؤثرات العقلية، ونوعية الرسائل التوعوية والتثقيفية التي ينبغي إيصالها للطلاب.
كما يهدف إلى اكتساب مهارات إرشاد لتجنب تعاطي وإدمان المخدرات والمؤثرات العقلية، وتحديد وتوزيع أدوار فريق الوقاية المعني برسم خطة التثقيف وتنفيذها، وبناء أدوات قياس وتقويم فاعلية برامج تثقيف الطلاب.
وذكر أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية رئيس مجلس إدارة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس"، عبدالإله بن محمد الشريف، أن البرنامج لا يهتم فقط بالطلاب، بل بالكادر التعليمي من معلمين ومرشدين، ليصبح لدى كل بيئة تعليم فريق نخبوي يعمل على رسم الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، ومن المتوقع أن يتم تخريج 600 مدرب ومدربة خلال هذا العام، يعملون على تدريب ما لا يقل عن 19 ألف مقدم برامج، وثلاثة ملايين مستفيد في السنة الواحدة".
وأثنى الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات نبراس، الدكتور نزار الصالح، على تفاعل وجدية المتدربين الذي يعتبر الاستثمار بالجانب البشري من أفضل الوسائل المعينة لتنفيذ المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس".
وبين الدكتور الصالح، أن عدد الجهات المشاركة الكبير والمتعددة، يعطي المشروع الثقة والحافز لبذل مزيد من الجهد في هذا المجال، خصوصا مع زيادة الطلب على مزيد من الدورات التدريبية المتخصصة.
وأوضح مدير إدارة الدراسات والمعلومات باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور سعيد السريحة، المشرف العام على البرنامج، أن البرنامج ركز على تخريج عدد من المتدربين من منسوبي الجهات ذات العلاقة العاملين في بيئات التعليم المختلفة ، في كافة مناطق المملكة وتزويدهم بالمهارات الحياتية التي تساعدهم في نقل الرسالة وتوعية الغير في بيئات التعليم ضد تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، ومعالجة مشكلاتهم فضلاً عن توفير التعليم والتثقيف المناسب لهم.
من جانبه، ذكر خالد الحمود، أحد المشاركين في البرنامج من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن هذا البرنامج التدريبي يمثل درعاً وقائياً لشباب الوطن، وأن المجتمع بحاجة إلى مثل هذه المبادرات من وزارة الداخلية ومن كافة قطاعات الدولة، مشيراً إلى أن مشروع "نبراس" من أكثر المشاريع الوقائية الوطنية تميزاً التي أطلقت والذي ستكون من ثماره إعداد مجموعة كبيرة من المدربين الأكفاء المعتمدين في كافة مناطق المملكة؛ ليكونوا نبراساً مضيئاً وحصناً لمواجهة خطر المخدرات.
كما تحدث أنور عسيري أحد المشاركين في البرنامج من الكلية التقنية بالدمام إن البرنامج سيؤتي ثماره لحماية طلابنا وطالباتنا والعاملين في بيئات التعليم المختلفة من أخطار المخدرات، كما أنه لم يسبق للمملكة أن نفذت مشاريع وبرامج متميزة كتلك البرامج التي يقدمها مشروع الدولة لمواجهة المخدرات والوقاية منها "نبراس".
وأكد أحمد الحزيمي، من كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض، وأحد المشاركين في البرنامج، أن البرنامج وعبر حقائبه التدريبية المتميزة كان له أثر كبير من حيث الفائدة والخبرة التي اكتسبها المشاركون في البرنامج، راجياً أن يترك البرنامج أثراً بالغاً في حماية الجهات التعليمية لحمايتهم من آفة المخدرات.
وأعرب عميد كلية التربية بجامعة الملك خالد بعسير، وأحد المشاركين في البرنامج، الدكتور عبدالله الكاسي، عن شكره للقائمين على البرنامج وعلى مشروع "نبراس" ككل، وذكر أنه لابد من اتخاذ خطوات واقعية وحاسمة، فالعاملون في المجال الوقائي هم جنود في معركة المخدرات، وسلاحهم هو العمل بكل تفانٍ وجد.
وكما تحدث رئيس وحدة الخدمات الإرشادية بالكلية التقنية بالرياض، رميح الرميح، أن ما يميز هذه البرنامج انه جاءت ليخدمنا بالذات باعتبار ان الكلية تقوم بتدريب فئة عمرية مهمة من سن 17 – 25.
وأوضح "الرميح" أنه شارك في العديد من الدورات والبرامج ، لكنها لم تكن بالاحترافية التي شاهدها في هذه البرنامج، وأن من أهم الإضافات التي اكتسبها من البرنامج هي القدرة على تنفيذ البرامج الوقائية بشكل مهني واحترافي وهذا ما كنا نتطلع له.
ومن المشاركات النسائية في البرنامج وكيلة كلية العلوم والدراسات الإنسانية بجامعة شقراء الدكتورة سارة العتيبي التي قالت إن هذه البرنامج غير لديها مفاهيم قديمة وزرع أخرى جديدة، ودفعت إلى ربط الحس التربوي بالأمني لتكوين جبهة وقائية تزرع جهوداً احترازية وقائية تسير جنباً إلى جنب مع الجهود الدفاعية والعلاجية.
من جانبها، امتدحت وكيلة عمادة شؤون الطالبات بجامعة شقراء الدكتورة مريم العيد جميع فريق العمل في مشروع "نبراس" على حسن التنظيم والإيجابية الشامخة وتقديم المعلومات بطرق حديث غير الكثير من المفاهيم لدى المشاركين ورسمت خطوط عريضة في مجال الخطط الوقائية العلمية.
وفي كلمة المتدربات التي ألقتها نيابة عنهن الدكتورة فاطمة الكحيلي من جامعة طيبة، فقد شكرت فيها سمو ولي العهد على هذا المشروع الذي شمل جميع الغايات التوعوية وفق منهجية واضحة المعالم مبنية على تجارب الغير المحلية والعالمية. كما شكرت أمانة اللجنة على حسن التنظيم وتوفير البيئة المناسبة التي ساعدتهن على التفاعل وتلقى المعلومة، وقالت: "عندما يلتقى خوف الاباء وقلق الامهات وحرص المسئول سنقضي بإذن الله على هذه الآفة"، واختتمت كلمتها بقصيدة خصت بها "نبراس" جاء فيها:
يتطلع الوطن الحبيب لبذلكم أن الوقاية في الجهد أساس ابناؤنا عطشى لغرس سقياكم وعقولنا انتم لها حراس نبراس ياعلم الوقاية والسنا بدرر الوقاية أنت فيها ألماس فتكاتفوا أن التكاتف غاية ٌ وغدا سيثمر للعطاء غراس .
واستعرض المشاركون البرنامج والخطط المستقبلية التي سيتم تطبيقها في بيئات التعليم المختلفة بعد هذا البرنامج، وفق المعايير والتطبيقات التي تم تدريبهم عليها.
وفي نهاية البرنامج قدم مستشار الأمانة الدكتور نزار الصالح كلمة شكر فيها المشاركين على تفاعلهم، وحرصهم طيلة ايام البرنامج مستعرضا البرامج الوقائية التي نفذتها امانة اللجنة، وقال: "إننا بهذا اليوم نختتم برنامجين الأول بمقر الامانة، ويعنى بتدريب المدربين في بيئات لعمل والثاني بمقر جامعة الامام مركز حصين، ويعنى بتفعيل دور الجامعات لوقاية الطلاب من المخدرات، وكلاهما ضمن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس".
كما سلم الدكتور نزار الصالح شهادات حضور البرنامج للمشاركين.