تنطلق، بعد غد الثلاثاء، فعاليات مؤتمر الرجفان الأذيني الأول لعام 2015، الذي ينظمه مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة، بالرياض، بحضور نائب مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية اللواء الطبيب غالب بن غالب بن حريب، وتستمر ثلاثة أيام برعاية "سبق". وأوضح الدكتور أحمد بن راشد الفقيه استشاري أمراض كهربائية القلب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن الرجفان الأذيني عبارة عن اختلال في التوزيع الكهربائي في الأذينات؛ وخاصة الأذين الأيسر، ويعد من أهم أنواع اضطرابات نُظُم القلب وأكثرها شيوعاً، ويؤدي إلى زيادة وعدم انتظام في نبضات القلب، ويعتبر من أهم أسباب السكتات الدماغية.
وأضاف أنه -من هذا المنطلق- حَرِص مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة، على إقامة هذا المؤتمر الدولي بمشاركة نخبة من المختصين على المستوى الدولي كالبروفيسور جيس بيير من معهد هوت يوديكس وليريك بفرنسا، والدكتور توون واي ليم استشاري أول ومدير وحدة العناية للشرايين التاجية بمركز القلب بالجامعة الوطنية بسانغافورة، والبروفيسور مارتن قرين من معهد القلب بجامعة أوتاوا بكندا، والبروفيسور علي أوتو من جامعة هاجيتيبي للطب بأنقرة بتركيا، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 50 متحدثاً لمناقشة أبرز المستجدات في هذا المجال؛ مما سوف يكون له أثر كبير على زيادة الوعي لدى المختصين في هذا المجال.
وأضاف الدكتور "الفقيه" أن من أهم أسباب حدوث الرجفان الأذيني: اعتلال صمامات القلب وأمراض الشرايين التاجية وفشل القلب.
وأكد أن هذا المرض يصيب الأشخاص الأصحاء أيضاً، وتتراوح الأعراض ما بين إحساس بسيط بالخفقان، أو ضيق حادّ في التنفس، أو فقدان الوعي، ويمكن تشخيص الرجفان الأذيني عن طريق تخطيط القلب العادي أو المطول (فحص الهولتر 24- 48 ساعة).
وأوضح أنه ظهر للباحثين -خلال السنوات الأخيرة- تصور أكثر عن الرجفان الأذيني، وطرق تشخيصه وعلاجه، كما أن التقنيات العلاجية عن طريق الأدوية أو التدخل القسطري وعمليات الكي، أثبتت فاعليتها عند كثير من المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني وخاصة الأصحاء وصغار السن منهم.
واختتم الدكتور "الفقيه" حديثه قائلاً: إن هذا المؤتمر يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات التي ينظمها المركز لمواكبة أحدث المستجدات العلمية في مختلف مجالات طب أمراض وجراحة القلب، وقد تم اعتماده ب(24) من قِبَل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
من جانبه، قال الدكتور يحيى الحبيشي استشاري كهربائية القلب رئيس وحدة وظائف العضلة بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن الرجفان الأذيني يسبب الكثير من الأعراض؛ كالخفقان، وآلام الصدر، وضيق التنفس، والتعب العام، والإرهاق.
ويحتاج مريض الرجفان الأذيني إلى متابعة حالته من تخصصات مختلفة؛ ولذلك جاءت فكرة مؤتمر الرجفان الأذيني الأول لعام 2015م الذي يضم تخصصات مختلفة ككهربائية القلب، والطب الباطني، وطب المخ والأعصاب، والرعاية الصحية الأولية، والصيدلانيين المتخصصين في أدوية أمراض القلب.
وأضاف الدكتور "الحبيشي" أن حدة الأعراض تختلف من مريض لآخر؛ فقد يعاني بعض المرضى من أعراض شديدة جداً تُعيقهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي؛ مما يتطلب التدخل العلاجي، ويوجد العديد من الأدوية لمثل هذه الحالات يحددها الطبيب المعالج؛ بما يتناسب مع حالة المريض.
وتابع: وفي بعض الحالات يلجأ طبيب كهربائية القلب لإجراء عملية كي للرجفان الأذيني؛ إما عن طريق القسطرة الحرارية، أو البالون التبريدي.. ومثل هذه العمليات تُجرى بشكل روتيني في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة، الذي يعتبر أحد المراكز الرائدة لعلاج حالات الرجفان الأذيني.
وذكر الدكتور "الحبيشي" أن الرجفان الأذيني من الأسباب الرئيسية لعدم الانتظام الكهربائي في الجزء العلوي من القلب (الأذيني)، ويؤدي إلى ركود في حركة الدم، ويسبب تخثرات دموية قد تؤدي إلى جلطات دماغية، بالإضافة إلى نقص في تروية الدم.
وبيّن أنه -ولله الحمد- يوجد الكثير من الأدوية والطرق العلاجية التي تُستخدم في منع حدوث الخثرات لدى مريض الرجفان، وتُستخدم في بعض الحالات الأجهزة السدادة للجيب الأذيني؛ لمنع حدوث الجلطات الدماغية، ويُعَدّ مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة من المراكز الرائدة التي تُجري هذه العمليات.
ومن جانبه بيّن الدكتور/ خالد دغريري استشاري كهربائية قلب الأطفال والأمراض الخلقية لدى الكبار بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة، أن اعتلالات كهربائية القلب لدى الأطفال من الأمراض النادرة التي ترتبط بضعف نبضات القلب منذ الولادة، والتي تتعلق عادة بإصابة الأم بمرض الذئبة الحمراء، ويتطلب في العادة تركيب منظّم قلب في سن الطفولة أو المراهقة؛ علماً بأن الطفل قد يحتاج هذا الجهاز بعد إجراء عمليات القلب المفتوح في حال تأثر المنظم الطبيعي أثناء العملية.
وذكر الدكتور "دغريري" أن مؤتمر الرجفان الأذيني الأول لعام 2015م سوف يتطرق إلى كهربائية القلب لدى الأطفال.
وأضاف أن تسارع نبضات القلب يُعتبر نادر الحدوث لدى الأطفال حديثي الولادة وفي الغالب يكون العلاج بالأدوية، وتصل نسبة الشفاء فيه إلى 90% من الحالات دون الحاجة إلى قسطرة كهربائية القلب التداخلية والتي يتم اللجوء إليها بشكل أكبر في حالة إصابة الطفل بالتسارع في نبضات القلب بعد سن الخامسة.
علماً بأن تسارع نبضات القلب من الأعراض الأكثر شيوعاً لدى المراهقين، وكذلك المصابين بأمراض خلقية في القلب، وأجري لهم عمليات تصحيحية في القلب، ويحتاجون في الغالب إلى متابعة مستمرة، ومتابعة العلاج عن طريق الأدوية، وكذلك كيّ البؤرات المسببة للتسارع بواسطة القسطرة الكهربائية، مع نسبة نجاح عاليه بفضل من الله ثم بفضل وجود الأجهزة الحديثة والمساعدة على ذلك، وقد يخضع المريض في نفس الحالات لتركيب جهاز صاعق يمنع توقف القلب بسبب الخفقان البطيني.
وحدد الدكتور "دغريري" الموضوعات المتعلقة بالرجفان الأذيني بداية من المسببات والوقاية وطرق العلاج؛ سعياً للوصول إلى أفضل الطرق العلاجية التي ستعود -بمشيئة الله تعالى- بالفائدة على المرضى.