بدأت محال بيع المواد الغذائية في مناطق المملكة ومدنها، بالإعلان عن العروض والتخفيضات على السلع الرمضانية أملاًً في جذب الزبائن مع اقتراب شهر رمضان المبارك وموعد صرف رواتب شهر شعبان، كون الكثير من الأسر يتجه إلى شراء السلع الرمضانية دفعة واحدة قبل بداية الشهر الكريم حيث يطمح التجار إلى كسب الزبائن وتصريف المنتجات الرمضانية عن طريق العروض والتخفيضات. يقابل ذلك شكاوى واتهامات يطلقها المواطنون والمقيمون ضد المحال التجارية وتساؤلات عن دور الجهات الرقابية الذي يغيب في مثل هذه الأوقات من كل عام - على حد تعبيرهم-، ويصف الزبائن العروض والتخفيضات ب "الوهمية"، مشيرين إلى أنها طرق ملتوية تتحايل بها المحال؛ لكسب أكبر عدد ممكن من الزبائن في وقت تقف فيه الجهات الرقابية موقف المتفرج ، مبينين أن المحال من خلال العروض والتخفيضات تقدم هدايا رمزية أو تخفض أسعار سلع معينة، وترفع في المقابل أسعار سلع أخرى، وبذلك يتم التحايل على الزبون الذي يخرج من المحل وفي اعتقاده أنه الكاسب! يقول ناصر القرشي ما يحدث من عروض وتخفيضات مع إقبال شهر رمضان المبارك لا شك أنه يجذب المواطنين والمقيمين لاستغلال مثل هذه العروض التي تعلن عبر وسائل الإعلام ومحاولة التوفير والاقتصاد، ولكن المؤسف هو أن الكثير من المحال لا تلتزم بما يتم إعلانه، وعلى سبيل المثال عند زيارة بعض المحال تُفاجأ بانتهاء العرض أو نفاد الكمية، ومن الصعب بعد وصولك إلى المحل التجاري من أجل شراء السلع الرمضانية أن تغادر مجدّداً حيث تجد نفسك مُلزماً بالشراء والمغادرة. ويشير المواطن عبد الله سلمان إلى أن الأمر لا يتوقف عند عدم الالتزام، بل إن المحال التجارية تنتهج أسلوب تلاعب واضح وصريح، منها العروض المشروطة ومنها الهدية المجانية التي لا يتجاوز سعرها 10 ريالات عند الشراء بمبلغ معين لا يقل عن 200 ريال. بعض الزبائن يحاول اغتنام الفرصة للحصول على الهدية دون علم منه بأن المحل رفع أسعار أغلبية السلع المستهلكة من ريال إلى ريالين وبذلك استعاد المحل قيمة الهدية مضاعفة! ويؤكد المقيم السوداني صديق محمد أن هناك تلاعباً واضحاً في أسعار السلع الرمضانية حيث تجد فارقاً في السعر يصل إلى ثلاثة ريالات في بعض المنتجات رغم أن المحال لا يفصلها عن بعضها سوى بضعة كيلو مترات معدودة. وعن عروض التخفيضات قال "هي حيل لكسب الزبائن يتم تخفيض سلع ورفع أسعار أخرى؛ لتغطية العجز، بل الكسب الوفير". وبيّن المواطن فهد القحطاني أن عروض التخفيضات لها شروط وضوابط ،ولا بد أن تكون تحت رقابة وزارة التجارة وتعلن بشكل واضح، ولا يكون فيها إلزامية للمواطنين بالشراء بمبالغ معينة، ولكن ما يحدث يعتبر تلاعباً وتحايلاً واضحاً على مرأى من الجهات الرقابية التي لا تحرّك ساكناً، حيث لم نسمع عن عقوبات طالبت محال تلاعبت بالأسعار رغم كثرة الشكاوى التي ترد للوزارة. وطالب المواطنين والمقيمين من وزارة التجارة، بتكثيف الرقابة على المحال التجارية والتحقق من تطبيق العروض والتخفيضات الرمضانية وفق الطرق النظامية التي توفر الحماية للزبائن مع مطالبات بإيقاع العقوبات الرادعة والتشهير بالمحال المخالفة والمغالية في الأسعار؛ لحماية المستهلك.