منحت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المخترع السعودي محمد علي الأحمدي براءة الاختراع عن اختراعه المسمى "جهاز قياس وقت الجلوس"، والذي يهدف لقياس وقت جلوس الشخص خلال يومه بدون حركة، الأمر الذي يجعله للإصابة بأمراض مختلفة. وقال المخترع محمد الأحمدي الأستاذ المساعد بقسم فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة الملك سعود ل"سبق": "الجلوس لفترات طويلة خطير على صحة الانسان، حيث تشير الدراسات العلمية إلى أن أكثر من 70% من الناس يجلسون حوالي ست ساعات وأكثر في اليوم، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض الجلوس (Sitting diseases) مثل داء السكري وأمراض شرايين القلب وضغط الدم، وهشاشة العظام وحدوث الوفاة المبكرة وغيرها من الأمراض". وأضاف: "خلال السنوات الخمس إلى العشر الماضية؛ توالت الأدلة العلمية على أن الجلوس يعد عامل خطورة أساسي مستقل للإصابة بأمراض القلب؛ فالأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني الموصى به (ساعة في اليوم) ولكنهم خلال بقية اليوم يقضون وقتاً طويلاً في مشاهدة التلفاز أو ألعاب الكمبيوتر والإنترنت ويجلسون لفترة طويلة في العمل أو في قيادة السيارة؛ يظلّون معرضين للإصابة بأمراض القلب". وأردف: "التوصيات العلمية الحديثة تضمنت الاهتمام بتقليل الوقت الذي نقضيه في الجلوس لفترات طويلة وقطع فترات الجلوس الطويلة بممارسة أي نشاط بدني". وتابع "الأحمدي": "الأجهزة المتوفرة حالياً في الأسواق تقيس فقط الحركة والنشاط البدني ولا تقيس مباشرة وقت الجلوس أو ما يسمى الخمول البدني. وتتعدد أجهزة قياس النشاط البدني مثل أجهزة قياس الحركة (Accelerometers) وأجهزة قياس الخطوة (Pedometers) وأجهزة قياس ضربات القلب (Heart Rate Telemetry)، وهذه أجهزة تقيس النشاط البدني مباشرة ولا تقيس وقت الجلوس مثل مشاهدة التلفاز واللعب بالكمبيوتر والجلوس في المكتب والسيارة والبيت". وقال الاستاذ المساعد بقسم فسيولوجيا الجهد البدني: "عادة ما يتم استخدام الاستبانة للتعرف على الأنشطة الحياتية الخاملة للأفراد وذلك عبر قياس وقت الجلوس، غير ان هذه الأداة تعد غير دقيقة وهي عرضة للتقدير الخاطئ من قبل الاشخاص وخاصة الأطفال". وأضاف: "على سبيل المثال وجدت دراسة مرجعية أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً في مشاهدة التلفاز أو ألعاب الكمبيوتر والإنترنت ويجلسون لفترة طويلة في العمل أو في قيادة السيارة فإنهم معرضون للإصابة بأمراض القلب بنسبة 147% وداء السكري بنسبة 112%". وأردف: "وجدت دراسة أخرى أن كل ساعة جلوس تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة 14%، غير أن هذه الدراسات العلمية اعتمدت على الاستبانة لقياس وقت الجلوس والتي تعرف بانخفاض مصداقيتها كأداة في تقدير وقت الجلوس والسلوك الخامل". وأكد "الأحمدي" أن اختراعه هذا يتعلق بشكل عام بالخمول البدني، وبصفة خاصة بقياس وقت الجلوس بصورة مباشرة ومستمرة، ووفقاً للتقنيات المتاحة التي تم الكشف عنها في الاجهزة والادوات السابقة. واختتم بالقول: "حرصت على توفير جهاز ملتصق بالإنسان يقيس وقت الجلوس بصورة تراكمية ومستمرة، ويمكن استخدام هذا الجهاز من قبل الباحثين والمهتمين بالمجال الصحي والطبي والبحثي وتطبيقه لدى فئة الأصحاء والمرضى بالنسبة لمختلف الفئات العمرية".