أكد أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة الملك سعود بالرياض الأكاديمي المهتم بالنشاط البدني والتغذية الصحية، الدكتور محمد علي الأحمدي، أهمية صحة الدراسة العلمية التي أوصت بزيادة ساعات الوقوف على القدمين يومياً للتقليل من أمراض القلب والسكري والسرطان. وجدَّد الدكتور الأحمدي في هذا الصدد تحذيراته من زيادة انتشار مستوى الخمول البدني في السعودية في السنوات الأخيرة بشكل مخيف جداً، أو ما أطلق عليه "الكرسي القاتل".
وقال ل"سبق": المخيف في الأمر أن السلوك الخامل أصبح في السنوات الأخيرة أحد العوامل الرئيسية المسببة للإصابة بأمراض القلب. وبغض النظر، سواء مارسنا النشاط البدني أو لم نمارسه، فممارسة النشاط البدني ساعة في اليوم غير كافية إذا جلسنا بقية اليوم؛ فالجلوس لفترة طويلة - وهو أحد سلوكيات الخمول البدني - تتجاوز أضراره السلبية فوائد النشاط البدني، وهذا بدوره يقلل كثيراً من الدور الإيجابي للنشاط البدني على صحة الإنسان.
وأضاف الأحمدي بأن السلوك الخامل - للأسف الشديد - ليس منتشراً فقط لدى عامة المجتمع، وإنما منتشر لدى الرياضيين أيضاً. لافتا إلى أنه في هذا الصدد "أجرينا دراسة علمية على 96 من لاعبي كرة القدم لفئة الناشئين والشباب في أندية العاصمة في الرياض، ووجدنا أن نسبة 77 % من اللاعبين سلوكهم خامل؛ إذ يقضون بقية اليوم في مشاهدة التلفاز والجوال والنت وألعاب الكمبيوتر". مشيراً إلى أنه تم مؤخراً نشر نتائج هذه الدراسة العلمية في أحد المؤتمرات الدولية في أمريكا.
يُشار إلى أن الدكتور محمد علي الأحمدي طبّق أفكاره عملياً في محاضرته "الكرسي القاتل"، التي ألقاها مؤخراً في "تيدكس الرياض" ضمن فعاليات منتدى الغد؛ إذ طلب من الحضور الاستماع للمدة المتبقية من المحاضرة "نحو 5 دقائق" وقوفاً، والابتعاد عن كراسيهم التي كانوا يجلسون عليها.
وكانت دراسة علمية حديثة قد كشفت أن الوقوف على القدمين لمدة ساعتين يساهم في التقليل من فرص إصابة الإنسان بالأزمات القلبية، أو السرطان، أو مرض السكري.
وأوصت الدراسة التي نشرت في الدورية البريطانية للطب الرياضي بالوقوف لمدة 4 ساعات يومياً لتفادي الإصابة بهذه الأمراض، وخصوصاً لأصحاب الوظائف المكتبية، كما نصحت أصحاب تلك الوظائف بضرورة القيام بنشاط خفيف كالسير خلال ساعات الوقوف، بوصفه أحد أهم التعليمات التي وردت ضمن تعليمات أول دليل بريطاني يستهدف تقليل المخاطر الصحية للجلوس لفترات طويلة، وفقاً لوسائل إعلام بريطانية.