حذّر أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة الملك سعود بالرياض الأكاديمي المهتم بالنشاط البدني والتغذية الصحية، الدكتور محمد علي الأحمدي، من عدم إعطاء الطلاب والطالبات الفرصة للحركة بين الحصص، وطالب وزارة التعليم في هذا الصدد بالعمل على تغيير البيئية الدراسية، من خلال استبدال المقاعد الدراسية للطلاب ب"الكور الطبية" أو بطاولات من وضع الوقوف. وقال: يجب أن نقطع الجلوس المستمر لمدة 45 دقيقة بالسماح للطلاب بالحركة. مشيراً إلى وجود مدارس بالكامل بلا كراسي.
وأضاف الدكتور الأحمدي ل"سبق": توجد دول غربية بدأت في تعديل البيئية في مدارسها وفي العمل لإدراكها خطورة الجلوس الطويل على الصحة.
وأردف: الدراسات العلمية أشارت إلى أن أكثر من 70 % من الناس يجلسون نحو 6 ساعات وأكثر في اليوم؛ ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض الجلوس (Sitting diseases) ، مثل داء السكري وأمراض شرايين القلب وضغط الدم وهشاشة العظام والسمنة وحدوث الوفاة المبكرة، وغيرها من الأمراض.
واستطرد: طلابنا في وضعية الجلوس طيلة اليوم والليلة؛ فمنذ الصباح الباكر إلى الظهر يجلسون، في طريق ذهابهم إلى المدرسة بالسيارة، وعند عودتهم كذلك، وفي المنزل كذلك يقبعون بلا حركة جلوساً أمام شاشات التلفاز أو الأجهزة الذكية والإنترنت إلى أن يحين موعد النوم.
وزاد: الكراسي أصبحت أدوات قاتلة، وتشكل خطورة على صحتنا وصحة أجيالنا.. وللأسف، اكتشفت أن المدارس ألغت الدقائق الخمس بين الحصص، بمعنى أن الطالب أو الطالبة يضطر للجلوس في الفصول ومقاعد الدراسة معظم الوقت، ويقوم المعلمون والمعلمات بتوبيخهم إذا تحركوا.. وهذا عكس الاتجاه العالمي الصحي؛ إذ توجد مدارس تستبدل الكراسي ب"كور طبية".
وواصل: هذا يعرض طلابنا وطالباتنا لخطر الإصابة بأمراض الجلوس، مثل داء السكري وأمراض القلب وهشاشة العظام والتهاب المفاصل وضغط الدم والسمنة. مشيراً إلى أن المدارس لا يهمها في الأمر سوى الخروج مبكراً.
وعن تجربته الشخصية في إعطاء المحاضرات من وضعية الوقوف بدلاً من الجلوس قال الدكتور محمد علي الأحمدي: أقدم المحاضرات لطلابي في الجامعة وقوفاً، وتستغرق المحاضرتين ساعتين إلا عشر دقائق.
وأردف: بعض المرات أحاضر واقفاً لمدة 6 ساعات متواصلة.. فليس لدي كرسي في مكتبي أو في البيت. مشيراً إلى أنه لو كانت هناك خطورة في الوقوف فإنها ستظل أقل من خطر الجلوس بمراحل؛ فالثبات التام على وضعية واحدة مكمن الخطر على الصحة.
ووضع أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة الملك سعود بالرياض الحل بضرورة إعطاء فرصة للطلاب بالحركة بين الحصص، مبرزاً التوصيات العلمية التي تطالب بتجنب الخمول وعدم الحركة، ودعت لتقليل عدد ساعات الجلوس باليوم، وقطع فترة الجلوس الطويلة بالحركة، بمعنى أن تكون الساعة في حياتنا 50 دقيقة، وليست 60 دقيقة؛ إذ تتخلل كل ساعة جلوس حركة لمدة 10 دقائق.