سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلامي العطوي بعد إيقافه في القاهرة: تشابه أسماء السعوديين خرب بيوت الكثيرين قال ل"سبق" إن التحقيق معه في المخابرات الأردنية كشف سر المعتقل في إسرائيل
أوقفت الجهات الأمنية في مطار القاهرة مساء أمس الزميل عبد الرحمن محمد العطوي، مدير مكتب صحيفة "الجزيرة" في منطقة تبوك؛ للاشتباه في أن يكون هو المعتقل في السجون الإسرائيلية عبدالرحمن بن محمد العطوي. وعلمت "سبق" أن المنسق السياحي للوفد الإعلامي السعودي، الذي قام بالترتيب للزيارة، تدخل لدى الجهات المختصة في مطار القاهرة، وأوضح للمسؤولين الأمنيين أن هناك تشابه أسماء بين اسم الشخص الموضوع على قائمة الترقب والانتظار، المحتجز في السجون الإسرائيلية، والزميل العطوي عضو الوفد الإعلامي السعودي. وفي اتصال هاتفي مع الزميل العطوي، الموجود حالياً في أحد الفنادق الكبرى بحي مصر الجديدة، قال ل"سبق" إنه فوجئ بضابط الجوازات في مطار القاهرة يحجز جواز سفره، ويطلب منه الانتظار بعض الوقت "في الوقت الذي قام فيه على الفور بإنهاء إجراءات زملائي في الوفد الإعلامي؛ ما أصاب الجميع ببعض الارتباك". وأضاف "العطوي" قائلاً: "لقد أدركت حقيقة الأمر، وأن هناك تشابه أسماء بين اسمي (عبد الرحمن بن محمد بن عايد العطوي) والاسم المعمم عليه من قبل السلطات السعودية للمواطن (عبد الرحمن بن محمد بن علي العطوي)؛ فقد واجهتُ هذا الموقف من قبل في الأردن، وأخبرت ضابط الجوازات المصري بالأمر؛ فتفهَّم الموقف، وطلب مني مراجعة مكتب جهاز الأمن الوطني؛ لإيضاح الأمر واستلام جواز سفري". مشيراً إلى أن "منسق الرحلة المشرف على استضافة الوفد السياحي قام بالمهمة، واستلم جواز سفري". وأكد عبد الرحمن العطوي أنه وجد معاملة راقية جداً وتفهماً كاملاً من ضابط الجوازات، وأنه اعتذر له على اللبس الذي حدث، وأشار إلى أن هناك اسماً مُعمَّماً عليه باسمه الثلاثي نفسه، وأن هذه إجراءات أمنية لا بد من اتخاذها في مثل هذه الحالات. ونفى "العطوي" تعرضه لأي تحقيقات أو استفسارات أو أي شيء، وقال: "فقط أُبلغت بأن هناك اسماً مشابهاً لاسمي الثلاثي على قائمة الانتظار". وقال "العطوي" ل"سبق" إن هذه أول مرة في حياته يزور فيها مصر، رغم أنه يعيش في تبوك القريبة من الحدود المصرية، وإنه أخذ الأمر بشكل طبيعي، ولم يُصَب بأي قلق بعد حجز جواز سفره، ولكنّ زملاءه هم الذي تضايقوا، وتأثروا تضامناً معه. وكشف عبد الرحمن العطوي ل"سبق" أن قضية تشابه اسمه مع اسم المحتجز السعودي في سجون إسرائيل هي التي كشفت قضية "العطوي المسجون في تل أبيب"، وقال: "لم يكن يعلم أحد عن مكان (العطوي) المحتَجَز؛ فقد أبلغت أسرته السلطات السعودية عن اختفائه، وبدأت عملية البحث عنه، وعُمّم على اسمه عبر المنافذ السعودية، والدول العربية، وفي ذلك الوقت قمتُ بزيارة للأردن برفقة أحد أقاربي للعلاج، وعند نقطة دخول الأردن البرية فوجئت بالأمن الأردني يسحب جواز سفري، وتم إعطائي ورقة تُثبت ذلك، وطُلب مني مراجعة المخابرات الأردنية؛ فحاولتُ الاستفسار عن السبب، إلا أن الرد كان حاسماً (مراجعة مكتب المخابرات)". وأضاف: "أخبرتُ عدداً من أقاربي الموجودين في العاصمة الأردنية بالواقعة، واتصلنا بعدد من المسؤولين لمعرفة سبب سحب جواز سفري، وأسباب مراجعتي المخابرات الأردنية، ولكننا فشلنا في الحصول على إجابة. وفي اليوم الثاني ذهبتُ للمخابرات، وبدأت التحقيقات معي عن اسمي ووظيفتي وتاريخ ميلادي واسم الوالدة رباعياً وأين أعمل ولماذا جئت للأردن، وغيرها من الأسئلة، وأنا لا أعرف السبب، ثم كانت المفاجأة التي علمتها أن هناك مواطناً سعودياً يحمل اسمي الثلاثي نفسه، ومعمماً عليه، وأنه حاول التسلل لإسرائيل، وهو محتَجَز حالياً هناك، وأن تشابهاً كبيراً في الصورة بيني وبينه". وقال عبد الرحمن العطوي: "بعد سلسلة من التحقيقات أعطوني جواز سفري، وتم الاعتذار لي عن التأخير واليومين اللذين ترددت فيهما على مكتب الاستخبارات الأردنية، وكانت أول معلومات بدأت تتسرب عن (السعودي المحتجز في إسرائيل) بعد توقيفي في الأردن". وأكد "العطوي" أن المحتَجَز في إسرائيل يتشابه معه في ثلاثة أسماء، وفي الشكل، ولكنّ كلاً منهما من "فخذ"، وقال: "أنا من فخذ (الجويان العطوي)، وهو من فخذ (العضيدي العطوي)، ، وتم اكتشاف الأمر باسم الأم وتاريخ الميلاد والعمل الوظيفي". وفجّر العطوي مشكلة كبرى تواجه عشرات السعوديين في المطارات والمنافذ في بعض الدول العربية والأجنبية، هي قضية تشابه الأسماء بين أسماء أبرياء وأشخاص سعوديين يحملون أسماء ثلاثية ورباعية مشابهة لأسمائهم، وهم مطلوبون في قضايا إرهاب، وقال: "هناك أكثر من أربعين شخصاً يحملون الاسم الثلاثي نفسه للسعودي المحتَجَز في إسرائيل، وهناك سعوديون أبرياء ظُلموا في بعض الدول لتشابه أسمائهم مع أسماء مطلوبين أو متهمين في قضايا إرهاب". وقال: "لقد أبلغتُ الدكتور مفلح القحطاني بقضيتي وما أعانيه بسبب تشابه الأسماء، وبمواقف عشرات الأشخاص مثلي الذين تضرروا من الأمر نفسه، وتعطلت مصالحهم، بل خربت بيوت البعض لتشابه أسمائهم مع أسماء متورطين في قضايا إرهاب، وقلتُ له إن أكثر من خمسين سعودياً تضرروا من تشابه الأسماء في الأردن فقط".