أكد الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبد العزيز آل سعود أن الأحداث الاقتصادية والسياسية التي طرأت خلال العام الحالي تغيرت كذلك وتركت أثرًا بالغًا على الأسواق الاقتصادية، ولامست أكثر التغيرات اقتصاديات الدول الناشئة وأحدثت تغييرات هيكلية في النمو الاقتصادي لهذه الدول، ونذكر من الأحداث المهمة، ما حدث للفرنك السويسري ببداية هذا العام بعد تغيير سقف سعر الصرف مقابل اليورو، والهبوط القياسي الذي ضرب أهم المؤشرات الأمريكية والأوروبية، وما زال لغز تغيير سعر الفائدة على الدولار يحير المحللين قبل المستثمرين. جاء ذلك خلال حفل افتتاح الملتقى الإرشادي لأسواق النفط والذهب وسلة العملات العالمية، في دورته الثامنة على التوالي يوم أمس الجمعة، وللمرة الأولى، على ضفاف الخليج العربي وتحديدًا مدينة الخبر.
وأضاف الأمير سيف الإسلام أن المملكة العربية السعودية ذات الاقتصاد المتين والجاذب للاستثمارات من كل أنحاء العالم. كانت وما زالت رائدة بالصمود وتخطي هذه التطورات الاقتصادية بعون الله تعالى، وحتى مع تدني عوائد أسعار البترول عالميًا فلقد كانت للمملكة رؤية ناجحة بتخطي هذه المرحلة بحزمة من مشاريع اقتصادية متنوعة أبقتها على خريطة كبريات الاقتصاديات العالمية.
ولتعزيز التنويع بالاستثمارات داخل المملكة, يعد التداول بالأسواق العالمية مصدر جذب لكثير من الشركات والمتداولين، ونحن نتطلع إلى تفعيل هذا النوع من الاستثمارات بطريقة منظمة ضمن المعايير العالمية وضمن معايير تضيف لحجم النجاحات في المملكة العربية السعودية.
وختامًا، وكما نؤكد دومًا لكل مهتم بهذه الأسواق، أن النجاح فيها يتطلب منهجية علمية وعملية لا تُكتسب بالحظ أو التهور، بل تتطلب جهدًا وترويًا بأكبر قدر ممكن لضمان عدم الدخول في خسائر قد لا يحتملها أي فرد لم ير سوى الصورة الوردية وجني الأرباح السريعة في هذه الأسواق..
هذا وقد انطلقت فعاليات حفل افتتاح الملتقى الإرشادي الثامن لأسواق العملات والنفط والذهب أمس الجمعة ويستمر يومين وسط حضور عدد كبير من الخبراء والمختصين في هذا النوع من الاستثمار. وتقدم الحضور المتحدث الرئيس الأمير سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز، وعدد كبير من ضيوف الحفل والشخصيات العامة والمهتمين.
ويعد الملتقى الذي تطلقه شركة "ستاي كونكتد" بالتعاون مع الأوسط للاستشارات الاقتصادية، حدثًا سنويًا وفريدًا من نوعه، يجمع المؤسسات المالية العالمية والإقليمية ووسطاء "الفوركس" بالمستثمرين السعوديين ورجال الأعمال. ويتحدث في الملتقى الذي يستمر يومين، نخبة من العقول الرائدة في القطاع المصرفي وتجارة العملات الأجنبية، الذين يلقون الضوء على الوضع الراهن لتداول الفوركس في العالم، وعلى بعض استراتيجيات التداول الأكثر استعمالاً من قِبل الخبراء.
وحرص المتحدثون الرسميون في محاضراتهم التي ألقوها أمس على ترسيخ مفاهيم وثقافة أسواق العملات في أذهان المستثمرين، وتنمية مهاراتهم في القدرة على تحليل الأسواق التي يتداولون فيها، ومساعدتهم على تطبيق إستراتيجيات التداول، بما يضمن لهم أرباحًا وفيرة، ويبعد عنهم شبح الخسائر. وحظيت الفعاليات التي تُقام في فندق موفنبيك الخبر، باهتمام كبير من الحاضرين والمتداولين، الذين تفاعلوا مع الأنشطة وأوراق العمل التي ألقيت، في ظل مشاركة كبيرة لعدد كبير من أبرز الشركات في منطقة الخليج، إلى جانب مجموعة من المؤسسات المالية والاقتصادية، تمثل دولاً أوروبية وأمريكية مختلفة.
ولفت المتحدث رامي أبو زايد الأنظار إليه، من خلال ورقة عمل تقدم بها أمس، تحت عنوان "نظرة تحليلية على تحركات النفط والذهب بدراسة تقرير التزامات المتداولين" وركز على نقاط فنية، تفيد المتداولين في أسواق العملات والذهب. وأكد رامي أن ثقافة المتداولين ودرجة التزامهم بقواعد التداول وأساسياته تضمن لهم أداءً طيبًا في أثناء إجراء عمليات التداول".
وتطرق رامي إلى تعريف العلاقة بين صافي مراكز كبار المضاربين وتحركات أسعار النفط والذهب، كاشفًا عن بعض العلامات والدلائل التي يسترشد بها المتداولون عن وجود مضاربين، قد يؤثرون في السوق بشكل سلبي، وكيفية تجنب هذا التأثير.
وبيّن رامي في محاضرته كيفية استثمار بيانات تقرير المتداولين في توقع التحركات المستقبلية، وقال إن "ورقة العمل مبنية على أساس دراسة علاقة الارتباط بين صافي مراكز مديري الأصول، وتحركات النفط والذهب من خلال دراسة بيانات تقرير التزامات المتداولينCOT الذي يصدر أسبوعيًا عن هيئة تداول السلع الآجلةCFTC في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي يعد أحد أفضل مؤشرات الدراسة النفسية للأسواق Sentiment indicators .
وتناول خبير التداول محمد الشميمري في ورقة عمل تقدم بها، المميزات والمؤثرات في أسواق المال، وكيفية وطرق استثمار المتداول لهذه المؤثرات، والاستفادة منها في تحديد أوقات التداول وأحجامها، بما يضمن له ربحًا جيدًا.
وتطرق الشميمري، وهو الرئيس التنفيذي لأحد مكاتب الاستشارات المالية، إلى كيفية التداول بسلة مختلفة من العملات، في مقدمتها الدولار واليورو والين الياباني، وأوضح طبيعة كل عملة، وما تتميز به من نقاط قوة وضعف، متطرقًا إلى بعض الأمور والمؤثرات الاقتصادية التي تلعب دورها في منح القوة لعملة ما على حساب عملة أخرى، وانعكاس ذلك على عمليات التداول".
ويؤكد متداولون من السعودية ودول الخليج أن الملتقي أتاح لهم فرصة الالتقاء والمشاركة في ندوات تدريبية مجانية يجريها أهم الخبراء الماليين في العالم، والذي يصل عددهم في هذه النسخة إلى 26 خبيرًا ومتخصصًا من دول الخليج والعالم. يتناوبون على إلقاء 20 دورة تعليمية مجانية مصممة خصيصًا لتثقيفهم وزيادة معرفتهم بالتقلبات اليومية التي تطرأ في السوق.