أيّد مجلس جامعة الدول العربية دعوة دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، لبحث الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتهويدها للقدس وتدنيسها للمقدسات. وطلب المجلس في ختام اجتماعه الطارئ الذي عُقد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة مندوب الإمارات الدائم لدى الجامعة العربية السفير محمد بن نخيرة الظاهري اليوم، من الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي متابعة تنفيذ ذلك، وتقديم تقرير للمجلس في هذا الشأن، وإجراء المشاورات اللازمة لعقد الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس الجامعة العربية في ضوء ما يستجد من تطورات. وأكد المجلس حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة عدم إفلات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من العقاب إزاء ما ترتكبه من جرائم، وانتهاكات، وتحميلها المسؤولية القانونية، والجنائية عن هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، والسعي إلى تقديم مرتكبيها للعدالة الدولية الناجزة.
وطالب مجلس جامعة الدول العربية المجتمع الدولي خصوصًا مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات العاجلة والكفيلة بوقف اقتحامات المسؤولين والمستعمرين الإسرائيليين للمسجد الأقصى تحت حماية ورعاية جيش وحكومة الاحتلال، وإلغاء الخطط الإسرائيلية غير القانونية التي تهدف إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، مبينًا أن تمادي الحكومة الإسرائيلية في ذلك من شأنه أن يشعل الصراع الديني في المنطقة.
ودعا المجلس منظمة الأممالمتحدة إلى توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني في الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية، واتخاذ موقف حاسم تجاه التحريض على الكراهية والقتل الذي يصدر عن المسؤولين الإسرائيليين، ووضع المجموعات الاستيطانية الإسرائيلية على قوائم المنظمات الإرهابية وملاحقة أعضائها أمام المحاكم الدولية.
كما طلب مجلس جامعة الدول العربية من مجموعة السفراء العرب التنسيق مع مجموعة سفراء منظمة التعاون الإسلامي في الأممالمتحدة والمجموعات الدولية الأخرى لبدء العمل على عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة الحماية الدولية للشعب الفلسطيني واستصدار قرار لتوفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني. ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، وعدم انتهاك القوانين الدولية، وتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وطالب مجلس جامعة الدول العربية الدول الأعضاء بتقديم الدعم السياسي والمالي لأهل القدس، وتمويل الخطة الإستراتيجية الفلسطينية لتنمية القطاعات الحيوية في مدينة القدسالمحتلة، تنفيذًا لقرارات الدورات المتعاقبة لمجلس الجامعة العربية، موجهًا الشكر للدول التي قدمت الدعم لفلسطين وخصوصًا المملكة العربية السعودية، فضلاً عن الطلب من الدول الأعضاء التي لم تفِ بالتزاماتها بسرعة تنفيذ ذلك. كما قرر المشاركون في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات.