كشفت دراسة أجرتها عميدة كلية العلوم الطبية التطبيقية، بفرع جامعة الملك خالد بتهامة، أستاذ تمريض صحة الأم والرضيع، "الدكتورة منى مجاهد البسيوني"؛ عن تأثير التعلم التعاوني على الثقة بالنفس لدى طالبات التمريض في المرحلة الجامعية. وأوضحت الدراسة أن التعلم التعاوني يزيد من التفاعل بين الطلاب وينمي ثقتهم بأنفسهم، كما أن له القدرة على تحسين الصحة العقلية مقارنة مع التعلم الفردي المحض.
وهدفت الدراسة إلى تقييم أثر التعلم التعاوني على الثقة بالنفس لدى طلاب التمريض في المرحلة الجامعية وتقييم اتجاهاتهم نحو التعلم التعاوني، كما أنها تعد التجربة الأولى لتطبيق أسلوب التعلم التعاوني بين هؤلاء الطالبات.
وأُجْرِيَت الدراسة على عينة مكونة من 61 طالبة من طالبات التمريض بكلية العلوم الطبية التطبيقية بمحايل، وقسمت العينة إلى مجموعتين؛ المجموعة التجريبية المكونة من 32 طالبة يدرسن بطريقة التعلم التعاوني، والمجموعة الضابطة 29 طالبة تدرس بطريقة المحاضرات التقليدية، وقسمت المجموعة التجريبية إلى ثماني مجموعات فرعية متباينة كل مجموعة تتضمن أربع طالبات تتفاوت قدراتهن الأكاديمية.
وجمعت البيانات باستخدام استمارة أولية تتضمن: أسماء كل فريق، والعمر، والمعدل التراكمي، والأدوار والمسؤوليات موزعة بين كل فريق من الطالبات، والأوقات المتاحة للعمل الجماعي، واستخدام مقياس "روزنبرغ" للثقة بالنفس "روزنبرغ، 1965"؛ وهو المقياس الأكثر استخداماً عالمياً لقياس الثقة بالنفس، مع موثوقية عالية "معامل كرونباخ ألفا ص = 0.844"، وأيضاً مقياس "ليكارت": لتقييم استجابات الطلاب نحو التعلم التعاوني، ويتكون المقياس من أربع استجابات لكل بيان: أوافق بشدة، أوافق، لا أوافق، لا أوافق بشدة.
وعكست نتائج الدراسة إلى تدني الثقة بالنفس بين طالبات التمريض؛ حيث أشارت نتائج قياس الثقة بالنفس للطالبات إلى انخفاض في الاختبار القبلي بين المجموعات التجريبية والضابطة بنسبة "56.3٪" و"55.2٪" على التوالي، المجموعة التجريبية متوسط درجاتها "18.28 5.41"، في حين أن المجموعة الضابطة متوسط درجاتها "19.4 5.29"، وليس هناك فرق كبير بين المجموعتين في الاختبار القبلي.
وأشارت النتائج بعد الاختبار البعدي وتطبيق الدراسة إلى تحسن الثقة بالنفس لدى المجموعة التجريبية ووجود فروق ذات دلالة إحصائية عالية بين العينة التجريبية والمجموعة الضابطة "P 0.001"، كانت المجموعة التجريبية متوسط درجاتها "3.46 23.75"، والمجموعة الضابطة سجلت "19.65 4.70، 68.8%" من المجموعة التجريبية تتفق بشدة أن التعلم التعاوني يعزز المهارات الاجتماعية والمسؤولية لدى الطلاب.
وبينت الدراسة أن التعلم التعاوني يعني: مجموعة صغيرة من الطلاب يتعلمون معاً، ويستند في الجامعات على نظريات النمو المعرفي والتعلم السلوكي والترابط الاجتماعي، ويرتبط بمجموعة من النتائج الاجتماعية والنفسية الإيجابية، بما في ذلك الدعم الاجتماعي، وجودة علاقات الطلاب، والثقة بالنفس، ويشمل أيضاً فوائد التعلم التعاوني التحصيل الدراسي العالي، ومستوى أفضل في مهارات التفكير النقدي، وانخفاض مستويات القلق والتوتر، وزيادة الدوافع الذاتية للتعلم.
وأشارت إلى أن المحاضرة هي طريقة التدريس الأكثر شيوعاً على مستوى التعليم العالي، والتي تشجع الدراسة الفردية، لكنها لا تعزز الكفاءات اللازمة لإعداد الخريجين لسوق العمل، بينما طرق التدريس، مثل المناقشة والتعاونية، يمكن أن تكون خيارات للمعلمين الذين يسعون إلى تحسين تعلم الطلاب وإعداد الخريجين لسوق العمل.
وأوضحت الدراسة أن الثقة بالنفس هي المكون الرئيس الوحيد الذي يؤثر على مستوى الكفاءة في جميع ميادين الحياة، ويرتبط بالنجاح في العمل، والتحصيل الدراسي، والتوافق بين الأشخاص، والسعادة العامة، وهي متطلب وسمة من متطلبات الممرضين والممرضات الجيدين، وارتفاع الثقة بالنفس يؤدي إلى أداء أفضل، واتباع نمط حياة صحي مرتبط بزيادة الفعالية الذاتية والقيادية.
ويعد التعلم التعاوني نهج تدريس فعال، يحسن ثقة الطالبات بأنفسهن، ويعد الطلاب للتعلم مدى الحياة.