كشفت دراسة أجرتها الباحثة الدكتورة لطيفة الشعلان استاذ علم النفس المساعد بجامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن، فعالية برنامج علاجي سلوكي معرفي، في خفض ضغوط العمل لدى معلمات المرحلة الثانوية بالسعودية. وقد تكونت عينة الدراسة الاستطلاعية من (106) معلمات، اختِرن بطريقة عشوائية من معلمات المرحلة الثانوية بالمدارس الحكومية في مدينة الرياض. وطُبق مقياس ضغوط المعلمة عليه، للتأكد من ثباته وصدقه. أما عينة الدراسة النهائية فقد تكونت من (40) معلمة سعودية من معلمات المرحلة الثانوية بالمدارس الحكومية في مدينة الرياض. وقسمت هذه العينة إلى مجموعتين: مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة، كل منها تتألف من 20 معلمة. وكانت معلمات المجموعة التجريبية يعملن بمدرسة واحدة، في حين كانت معلمات المجموعة الضابطة يعملن بمدرستين. تمارين استرخاء وقد طبق مقياس ضغوط المعلمة، الذي أعدته الباحثة، على المجموعتين التجريبية والضابطة، قبل تطبيق البرنامج العلاجي السلوكي المعرفي على المجموعة التجريبية. وبعد ذلك أخضِعت المجموعة التجريبية للبرنامج العلاجي السلوكي المعرفي، الذي تكون من (18) جلسة، شملت أساليب علاجية منوعة، مثل تمارين الاسترخاء، والتنفس العميق، وتقنيات تعديل الأفكار، والتوكيد الذاتي، وحل المشكلة، ولعب الدور، وإدارة الوقت، وغيرها. واستغرق تنفيذه ستة أسابيع بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيا. وعند الانتهاء من البرنامج العلاجي، أجري قياس بَعدي لضغوط كل من المجموعتين التجريبية والضابطة. أساليب عدة وقد اوضحت الباحثة الدكتورة لطيفة الشعلان استاذ علم النفس المساعد بجامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن أن هذه الدراسة قد استخدمت عدة أساليب إحصائية، بعضها استُخدِم في التحقق من ثبات وصدق مقياس ضغوط المعلمة، مثل: التحليل العاملي، والتحليل العاملي التوكيدي، ومُعامل ألفا كرونباخ، والتجزئة النصفية لسبيرمان/ براون. واضافت ان البعض الآخر من الأساليب الإحصائية استُخدِم في التحليل الإحصائي لنتائج الدراسة النهائية؛ مثل اختبار “ت” للعينات المستقلة والمرتبطة، ومربع إيتا. فروق ذات دلالة اوضحت الشعلان أن هذه الدراسة قد توصلت إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطَي درجات القياسين القبْلي والبَعدي لدى معلمات المجموعة التجريبية، في انخفاض جميع مصادر ضغوط المعلمة كالأعباء، والعلاقة مع الزميلات، والعلاقة مع المديرة، وغموض وصراع الدور، والتجهيزات والمناهج المدرسية، والعلاقة مع الأمهات، وخصائص وسلوك الطالبات، والعلاقة مع المشرفة، والتقدير المهني. واضافت انها كشفت انخفاض الدرجة الكلية لمصادر ضغوط المعلمة، وذلك لصالح القياس البَعدي. قياس بَعدي وقالت الشعلان ان الدراسة أثبتت وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات القياسين القبلي والبعدي، لدى معلمات المجموعة التجريبية في انخفاض أعراض ضغوط المعلمة كالأعراض الفسيولوجية، والأعراض السلوكية، والأعراض الانفعالية. كما كشفت انخفاض الدرجة الكلية لأعراض ضغوط المعلمة، وذلك لصالح القياس البعدي. واوضحت ان ذلك باستثناء الأعراض العقلية لضغوط المعلمة. وذكرت الشعلان ان النتائج أشارت إلى أنه رغم وجود انخفاض في درجات الأعراض العقلية في القياس البعدي لدى معلمات المجموعة التجريبية، إلا أن الفرق بين متوسطي درجات القياسين القبلي والبعدي لدى معلمات المجموعة التجريبية في الأعراض العقلية لضغوط المعلمة غير دالّ إحصائيا. وقالت ان الدراسة كشفت وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات معلمات المجموعتين التجريبية والضابطة، في انخفاض جميع مصادر ضغوط المعلمة كالأعباء، والعلاقة مع الزميلات، والعلاقة مع المديرة، وغموض وصراع الدور، والتجهيزات والمناهج المدرسية، والعلاقة مع الأمهات، وخصائص وسلوك الطالبات، والعلاقة مع المشرفة، والتقدير المهني. لصالح التجريبية واوضحت الشعلان انها اثبتت انخفاض الدرجة الكلية لمصادر ضغوط المعلمة في القياس البعدي، وذلك لصالح المجموعة التجريبية، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات معلمات المجموعتين التجريبية والضابطة في انخفاض أعراض ضغوط المعلمة كالأعراض الفسيولوجية، والأعراض السلوكية، والأعراض الانفعالية، وانخفاض الدرجة الكلية لأعراض ضغوط المعلمة، وذلك لصالح المجموعة التجريبية. وذكرت الشعلان ان ذلك باستثناء الأعراض العقلية لضغوط المعلمة، حيث أشارت النتائج إلى أنه رغم وجود انخفاض في درجات الأعراض العقلية في القياس البعدي لدى معلمات المجموعة التجريبية، إلا أن الفرق بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في الأعراض العقلية في القياس البعدي غير دالّ إحصائيا. واشارت الى عدم وجود فرق دالّ إحصائيا بين متوسطي درجات القياسين القبلي والبعدي في جميع مصادر الضغط والدرجة الكلية لمصادر الضغط لدى معلمات المجموعة الضابطة، وعدم وجود فرق دالّ إحصائيا بين متوسطي درجات القياسين القبلي والبعدي في جميع أعراض الضغط والدرجة الكلية لأعراض الضغط لدى معلمات المجموعة الضابطة. نتائج مرشدة وبينت الشعلان أنه قد نوقشت وفُسِّرت النتائج السابقة في ضوء نتائج الدراسات السابقة المرشدة في هذا المجال. كما نوقشت في ضوء البرنامج العلاجي السلوكي المعرفي المستخدم. واختتمت الدراسة بمجموعة من التوصيات والبحوث المقترحة، التي قد تكون توجهات لدراسات مستقبلية.