أثارت مسألة عدم إطلاق مسلحيْن فلسطينييْن النار على أربعة أطفال وُجدوا في سيارة والديهم لحظة تنفيذ عملية يوم الخميس الماضي؛ قرب أحد المستوطنات في مدينة نابلس بالضفة الغربية ضجة كبيرة في إسرائيل. وفي تقرير تحليلي تساءل موقع "روسيا اليوم": لماذا لم يقتل المهاجمان الفلسطينيان أطفال ضحيتيهما المستوطنين في عملية نابلس؟ ويخلص التقرير إلى أنها رسالة، تقول "الفلسطينيون ليسوا حيوانات مثل المستوطنين الإسرائيليين".
وفي الهجوم، أطلق مهاجمان فلسطينيان النار على مستوطن إسرائيلي وزوجته كانا في سيارتهما بالقرب من مستوطنة "إيتمار" جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية، مساء الخميس 1 أكتوبر؛ ما أدّى إلى إصابتهما بجروح خطيرة أسفرت عن وفاتهما لاحقاً، فيما لم يصب أطفالهما الأربعة الذين كانوا في السيارة وقت الهجوم.
الرسالة واضحة ويقول "روسيا اليوم"، رسالة واضحة حاول الفلسطينيون إبرازها للعالم أظهرت كما يقولون الفرق بينهم وبين المستوطنين الإسرائيليين الذين لم يفوتوا فرصة إلا وقاموا فيها بعمليات قتل مرعبة بحق الفلسطينيين هزّت الرأي العام.
ورغم كون اعتداءات المستوطنين الظاهرة للعيان بقتل الأطفال وآخرها عملية حرق عائلة دوابشة، فإن المسلحين الفلسطينيين الذين أطلقا النار وقتلا مستوطنين تركا الأطفال دون إصابتهم، حيث أسفرت عملية إطلاق نار نفّذها فلسطينيون في نابلس، عن مقتل مستوطنين اثنين وإصابة آخر بجراح، وكان برفقة الزوجين المستوطنين أبناؤهم الأربعة.
رواية الجيش الرواية الرسمية الإسرائيلية أن المسلحين لم يلاحظا الأطفال، زعزعت الرأي العام الإسرائيلي، وأثارت سخرية جارفة في وسائل التواصل الاجتماعي. حيث ذكر مغرّدون أنه من الصعب الاقتناع برواية الجيش التي تقول إن المهاجمين لم يلاحظا وجود الأطفال في المقعد الخلفي؛ كونهما كانوا نائمين، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش إطلاق نحو 50 طلقة باتجاه المركبة المستهدفة.
لا طلقة واحدة تناقض كبير حول حيثيات العملية ولا منطقية واضحة للعيان في رواية الجيش التي تحدثت عن بقاء الأطفال نائمين على وقع أصوات أكثر من 50 طلقة من مسافة قريبة.
والفرضية الأقوى التي تشير إلى استثناء المهاجمين للأطفال في الهجوم يؤكّدها عدم وجود أي آثار لإطلاق النار على المقعد الخلفي في السيارة؛ ما يعني أن المنفذين كانا على علم بوجود الأطفال في الخلف فتجنّبا قتلهم.
المستوطنون حيوانات في غضون ذلك، قال المحلل العسكري بالقناة الثانية روني دانييل، إن "منفّذي عملية إيتمار نزلا من السيارة واقتربا من الأطفال الأربعة ورفضا قتلهم وتركوهما بسلام. وكأنهما يبعثان برسالة لنا: نحن لسنا حيوانات مثلكم، نحن لا نقتل الأطفال مثلما فعلتم في دوما مع عائلة دوابشة".