يواصل تنظيم داعش الإرهابي استغلال صغار السن من المراهقين لتجنيدهم، وذلك لتنفيذ عملياته الانتحارية في السعودية، وكان آخرها منفذي جريمة حائل البشعة، والتي هزت الشارع السعودي خلال اليومين الماضيين بعد قتل منتمين للتنظيم ابن عمهما رجل أمن وتصوير العملية عبر مقطع فيديو تم تداوله حيث إن عمرهما لم يتجاوز ال 21 سنة ما يؤكد خطورة توجهات التنظيم نحو تجنيد صغار السن.
وعزا مختصون في علم النفس أسباب اختيار التنظيم لهذه الفئة العمرية من أرباب السوابق ومدمني المخدرات، إلى الدفاع الكبير الذي يجدونه فيهم، بعد أن فشلوا في حياتهم حيث أثبتت الدراسات استغلال صغار السن للزج بهم في مقدمة الحروب كونهم أكثر اندفاعًا ومجازفة بأنفسهم من غيرهم في الفئات العمرية الأخرى.
وأوضحوا أن التنظيم يدعم أيضًا موقفهم الإجرامي تجاه كرههم وتكفيرهم للدولة والمجتمع لتنفيذ عملياته في تفجير المساجد وقتل الأبرياء من رجال الأمن.
وأشاروا إلى أن المتتبع لبيانات وزارة الداخلية السعودية المستمرة والتي تعلن من خلالها القبض على مطلوبين ينتمون لتنظيم "داعش" الإرهابي، سيلحظ مدى استغلال التنظيم لصغار السن من المراهقين الذين لا يتجاوز أعمار بعضهم ال15 عامًا لتنفيذ عملياته الانتحارية بعد تضليل أفكارهم.
وذكر تربويون أن الدراسات تؤكد قابلية صغار السن للانزلاق في مغبة الإرهاب لمن هم في سن المراهقة، بنسبة تصل إلى 60 % عن غيرهم من الفئات العمرية، وذلك من خلال التأثر بدعاة الضلال من التكفيريين ودعاة هذا الفكر الضال عبر استخدام التقنية؛ وبالتالي تصبح قابلية التأثر بهذا الفكر كبيرة لدى صغار السن الذين لا يدركون حقيقة الأمور.
وكان أستاذ علم النفس العيادي بجامعة القصيم الدكتور صالح الخلف قد أكد في وقت سابق ل"سبق"، معلقًا على قضية استغلال تنظيم داعش لصغار السن، أن الجماعات الإرهابية المتطرفة، تصطاد المراهقين الفاشلين في حياتهم، الذين يبحثون عن تقدير الذات، ويوجد لديهم اتجاهات سالبة تجاه المجتمع، كالكُره والتكفير.
وأشار إلى أن تلك الجماعات تعطي أهمية بالغة للفرد الباحث عن التقدير الذاتي بسبب فشله ونجاح الآخرين، وتدعم موقفه، وتعرض عليه تنفيذ أوامرها حتى تقدر ذاته التي يبحث عنها؛ لذلك يدخل ضمن عمليات انتحارية وغيرها من الأوامر التي تُطلب منه.
وقال "الخلف" لم تُعمل حتى الآن دراسات حقيقية على مسألة الإرهاب، وكل ما يتم القيام به حاليًا هو مجرد توصيف، وليس تفسيرًا، والعلم يحتاج إلى تفسير الظاهرة، مبينًا أن التنظيم يسلك مسلك قردة الرباح نفسه، موضحًا أن الدراسات أثبتت أنها تستغل صغار السن لوضعهم كدروع في مقدمة الحروب كونهم أكثر اندفاعًا ورغبةً في إظهار الذات.