اختلطت مشاعر الفرح بزيارة البيت الحرام، بمشاعر الحزن من قِبل ذوي الشهداء، ألمًا على فراق ذويهم الذي كان سببًا لزيارة بيت الله ووجودهم في المملكة لأداء الركن الخامس للإسلام، من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين لذوي الشهداء. الحاج "منذر الداية" من قطاع غزة رفع يديه داعيًا ومتذكرًا وصايا أسرته التي استشهد منها 24 شخصًا بعد قصف منزلهم، حيث كانوا يمنون النفس بزيارة المسجد الحرام وأداء مناسك الحج، مستشهدًا بقصة عمه "فايز الداية" أحد شهداء القصف والذي كان يعد نفسه للحج ويحزم حقائبه للسفر، وأيضًا يتدرب على أداء مناسك الحج لكن قدر الله حال بينه وبين تحقيق حلمه.
يقول "الداية" ودموع الفرح والحزن تنهمر من عينية "شكرًا للملك سلمان على هذه اللافتة الكريمة والعطف الذي شملنا به.. هذا ليس غريبًا على السعودية التي دائمًا ما تقف معنا وتساندنا" .
ويضيف قائلاً :"السعودية ذللت كل الصعاب التي تحول من وصولنا إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج وغمرتنا بالاستقبال الحافل والمهيب من قِبل القائمين على برنامج خادم الحرمين الشريفين لذوي شهداء فلسطين على جهودهم في توفير تسهيل وصولنا إلى مكةالمكرمة وتوفير كل وسائل الراحة".
وفي قطاع غزة تعالت البهجة والسعادة على وجه "مجدي خضير" والد الشهيد تامر، والذي سيصل اليوم إلى مكةالمكرمة لكي يلبي وصية ابنه الشهيد الذي استشهد عام 2003 ، ويقول خضير: "أوصى ابني في وصيته الذي كتبها قبل أن يستشهد أن "تحجج أمي" لكن قدر الله وتوفيت والدته قبل 6 أشهر من إعلان أسماء الحجاج المشمولين في البرنامج"، مضيفًا "سأوهب هذه الحجة لروحها وروح ابني تامر بإذن الله".
ويزيد قائلاً "عند وصولي لمكةالمكرمة سأدعو عن روح ابني الشهيد وروح زوجتي وأن يرحمهما الله ويرحم جميع أموات الأمة العربية والإسلامية"، كما وجه الشكر والامتنان للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على هذه المكرمة الفضيلة التي يقدمها لذوي الشهداء الفلسطينيين وخيره الدائم على الشعب الفلسطيني.
ووصلت الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين لذوي شهداء فلسطين صباح يوم الجمعة إلى الفندق المستضيف في مكةالمكرمة، وبلغ عددهم 500 حاج نقلتهم طائرتان خاصتان أمر بهما الملك سلمان، فيما ستصل الدفعة الثانية المكونة من 500 حاج آخر مساء اليوم الأحد.