أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "تحدي القراءة العربي"، أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة خمسين مليون كتاب خلال عامهم الدراسي. ويهدف "تحدي القراءة العربي" لتشجيع القراءة بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلاب طيلة العام الدراسي، إضافة لمجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلاب والأسر والمشرفين المشاركين من أنحاء العالم العربي كافة. وتبلغ القيمة الإجمالية للحوافز ثلاثة ملايين دولار (نحو 11 مليون درهم إمارتي).
ويشمل التحدي أيضاً على تصفيات على مستوى الأقطار العربية، وتكريم أفضل المدارس والمشرفين وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة. وسينطلق تحدي القراءة العربي بالتعاون مع مجموعة قنوات الإم بي سي والقنوات والصحف المحلية شريكاً رئيسياً لإنجاح المبادرة، التي ستبدأ مراحلها التنفيذية عبر التنسيق مع المدارس كافة المشاركة في الوطن العربي في شهر سبتمبر؛ ليبدأ الطلاب في تحدي قراءة خمسين مليون كتاب مع بداية شهر أكتوبر القادم حتى شهر مارس من العام 2016، عبر الانتقال في خمس مراحل، تضم كل مرحلة قراءة وتلخيص عشرة كتب للأطفال؛ لتبدأ بعدها مراحل التصفيات على مستوى المدارس والمناطق التعليمية، ثم مستوى الأقطار العربية وصولاً للتصفيات النهائية التي ستعقد في دبي نهاية شهر مايو من العام 2016. ويضم تحدي القراءة العربي نظاماً متكاملاً للحوافز والمكافآت المالية والتشجيعية؛ إذ سيتم منح 150 ألف دولار مكافأة للطالب الفائز بتحدي القراءة العربي، يخصص 100 ألف منها منحة لدراسته الجامعية، والباقي لأسرته مكافأة لهم على توفير الجو التحفيزي المناسب له. كما تم تخصيص جائزة بقيمة مليون دولار لأكثر المدارس مشاركة على مستوى الوطن العربي. ويضم تحدي القراءة العربي مكافآت للمشرفين المتميزين على مستوى الوطن العربي بقيمة إجمالية تبلغ 300 ألف دولار، وحوافز تشجيعية للمدارس المشاركة، ومكافآت مختلفة للطلاب، تتجاوز قيمتها مليون دولار.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه المناسبة: "العالم العربي اليوم يمر بأزمة قراءة ومعرفة، والأرقام التي نسمعها في هذا المجال صادمة. نحن من أقل المناطق في العالم من حيث القراءة.. ونتائج ذلك التأخر المعرفي نراه كل يوم في التأخر الحضاري والفكري لمنطقتنا. وهذا التحدي اليوم هو خطوة أولى، نتمنى أن يكون لها تأثيرها على المدى البعيد في إصلاح هذا الخلل". وأضاف سموه "القراءة هي مفتاح المعرفة.. والمعرفة هي مفتاح النهضة الحضارية. وتعزيز الانفتاح المعرفي والثقافي يبدأ من الطفولة، وغرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا". وقال سموه: "أول كتاب يمسكه الطلاب يكتب أول سطر في مستقبلهم؛ لأن القراءة تفتح العقول، وتوسع المدارك، وتزيد الفضول، وترسخ قيم الانفتاح والاعتدال، وتسهم في التفوق العلمي والحضاري". وأضاف: "تحدي الخمسين مليون كتاب هو خطوة أولى ستتبعها خطوات.. ومبادرة ستلحقها مبادرات.. والهدف صنع جيل جديد وأمل جديد وواقع أفضل للجميع بإذن الله. ونحن اليوم نضع هذا التحدي أمام الميدان التعليمي العربي، وأمام الآباء والأمهات العرب، وأمام الأطفال والشباب العرب.. وكلنا ثقة وإيمان بقدرتهم على تحقيق الهدف".
وتشير بعض التقارير والدراسات إلى خلل كبير في معدلات القراءة في العالم العربي؛ إذ يبلغ معدل قراءة الطفل العربي 6 دقائق في العام مقارنة ب 12 ألف دقيقة في الغرب، حسب تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي. كما يبلغ معدل القراءة للفرد العربي ربع صفحة سنوياً مقارنة مع 11 كتاباً في أمريكا، وسبعة كتب في بريطانيا، حسب دراسة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.