ألقى رجال شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة محافظة الطائف القبض على وافد فلسطيني؛ جمع ما يزيد على 150 ألف ريال بطُرُق بالتحايل واستغلال مجموعة من ضعفاء النفوس بتقليده صوتاً نسائياً، والدخول معهم في علاقات هاتفية بعد استدراجهم عن طريق الشات والماسنجر، وحصوله منهم على مبالغ مالية تُرسل إليه عبر حساب خاص. كما كُشف عن علاقاته بعدد كبير من النساء من خلال الأرقام المسجَّلة على هاتفه، التي تزيد على 50 رقماً، بخلاف العثور على ما يزيد على 200 صورة إباحية لهن. وقد عمد الوافد (26 سنة)، المتزوج والمسجَّل في إقامته أنه "طالب"، بينما يمارس مهنة "مندوب مبيعات للعطور"، إلى الدخول على مواقع الشات الإلكترونية، واستدراج ضعفاء النفوس. وكان الوافد يدخل بأسماء نسائية ورموز وأسماء أغان مثل: ريناد زوووم الأماكن كلها مشتاقة لك المعذبة الولهانة مشتاقة لك أم البنات؛ ما يدفع المستخدمين من الشباب لتلك المحادثات عبر الشات والتهافت عليه، معتقدين أنه فتاة، بأمل الظفر بعلاقة معها، بينما هو يستدرجهم عبر الغرف الخاصة للانفراد بهم، ويجري بعد ذلك الترقيم بين الطرفين؛ لتبدأ عمليات الاحتيال من خلال تقليد الوافد صوتاً نسائياً بطريقة احترافية يصعب معها على من يسمعه أن يكتشفه، ويتواصل معهم بعلاقات ومكالمات هاتفية يتحمل المغفلون تكاليفها. ويتحصل الوافد منهم على أرقام لكروت شحن اتصالات يحوِّلها هو إلى فتيات حقيقيات تربطه بهن علاقات محرَّمة، ويحصل في مقابلها على صور مخلة لهن؛ ليرسلها هو عبر خدمة الوسائط المتعددة من جواله لجوالات الشباب المخدوعين ضعاف النفوس، موهماً إياهم أنها له. ويبدأ المحتال في إغرائهم وسحب مبالغ مالية منهم حتى تمكن من جمع ما يزيد على 150 ألف ريال، كان يودعها في حساب أحد أشقائه، الذي لا يعلم عن تصرفات أخيه وجرائمه ومصدر تلك المبالغ الداخلة في حسابه. وظل المحتال يتواصل في عملياته فترة طويلة حتى وقع في شر أعماله بعد أن توافرت معلومات عنه لدى شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الطائف، ومن خلال جهودها وعلاقاتها والتعاون بينها وبين البنوك تم التحري عن الإحالات البنكية التي كان يجريها الوافد، ومن ثم جرت متابعته وفرض رقابة مُحْكمة عليه عن طريق رئيس وحدة الأموال بالشعبة، بقيادة مدير التحريات والبحث الجنائي، وبإشراف مباشر من مدير شرطة الطائف اللواء مسلم بن قبل الرحيلي، ثم تم القبض عليه بمنزله ، وأُخضع للتحقيق المبدئي ومطابقة التحريات بحقه، حتى ثبت جرمه، وعُرفت حقيقة المبالغ المالية التي تدخل في حسابه بشكل مستمر وزادت في فترة قصيرة، واعترف بأنه يحصل عليها من خلال علاقات إلكترونية وهاتفية مع مجموعة من الشبان من خلال تقليده الصوت النسائي واستدراجهم ونجاحه بذلك. وجرى تفتيش هاتفه الجوال، وكُشف عن احتوائه على مقاطع وصور إباحية لفتيات يظهرن فيها بوجوههن، وصور أجسامهن يستفيد منها بإرسالها للشباب على أنها له. كما عُثر على صور تصله من الشباب المخدوع، يحتفظ بها على جواله، ويرسلها للفتيات لإثارتهن مدعياً أنها له. وتم احتراز جهاز الحاسب الخاص به "لاب توب" مع سماعات ومايك يستخدمها في المحادثات أثناء التقليد عبر الإنترنت، ومنه تم ضبط المحادثات المحفوظة ورصدها، التي تمت بمواقع الشات ومن خلال الماسنجر. كما ضُبطت العديد من الرسائل النصية التي تفيد بطلبه مبالغ مالية، ومنها ما يؤكد إرسالها وإيداعها بحسابه عن الطريق الشباب المخدوعين. وأكدت مصادر انه تم تصديق أقوال الوافد شرعاً اليوم في المحكمة بالطائف، وسُلِّم لمركز شرطة السلامة لإنهاء إجراءات إحالته لهيئة التحقيق والادعاء العام لتطبيق الأنظمة بحقه.