ينتظر أهالي شرق جدة منافسة رجالية نسائية ساخنة على مقعدي الدائرة الأولى في الانتخابات البلدية التي انطلقت منذ 3 أسابيع وما زالت مستمرة. ووفقاً لمصادر مطلعة، فمنذ أن فتح باب الترشيح تقدم 14 مرشحا منهم 5 سيدات و9 رجال للمنافسة على المقعدين، الأمر الذي سيزيد من حدة المنافسة وقوتها في هذه الدائرة التي تعتبر الأقوى حتى الآن، كونها تضم أسماء بارزة، على رأسهم عضو المجلس البلدي المنتخب لدورتين متتاليتين بسام بن جميل أخضر، وعدداً آخر من المرشحين ذوي الباع الطويل في العمل التطوعي والخدمي.
وبحسب مصادر "سبق" فإن المرشحات الخمسة لخوض هذه التجربة في الدائرة الأولى، أعددن برامج انتخابية بعناوين كبيرة قد تقلب الموازين على المرشحين الرجال التسعة، وقد تساهم في تغيير بوصلة المزاج الشعبي تجاه أفضلية المرأة على الرجل لدخول عضوية المجالس البلدية بشكل عام، والتي تبدو بحسب الكثيرين أنها بحاجة إلى نقلة نوعية، ما قد يكون سبباً مفصلياً في حصول النساء على مقاعد أكثر مما هو متوقع لها، ليس فقط في محافظة جدة وإنما في عموم محافظات ومدن المملكة، ولعل المخاوف التي تنتاب المرشحين الرجال بدأت عندما سجلت إحدى المرشحات وقالت بثقة كبيرة إنها ستنجح في الفوز بعد أن كسبت ثقة ألف صوت تقريبا سيأتون لترشيحها خلال يوم التصويت.
وفي الوقت الذي لم يعتد مرشحو المجالس البلدية الرجال على مواجهة المرأة كخصم في الانتخابات البلدية، كونها المرة الأولى التي ستتقدم فيها المرأة كمرشحة منافسة لهم، إلا أن المراقبين يؤكدون أن هذه المنافسة لن تكون سهلة على المرشحين الرجال، وأنها ستأخذ شكلاً آخر من منهجية عملهم وسيكونون أكثر حرصاً على انتقاء برامجهم الانتخابية بدقة متناهية، فضلاً عن الطريقة التي سيجمعون فيها أصوات الناخبين.
وريثما يحين الوقت لمعرفة أسماء المرشحين والمرشحات، مع إمكانية الاطلاع على برامجهم الانتخابية، حيث لن يسمح بذلك قبل انتهاء مدة التسجيل بعد نحو أسبوعين من الآن، فقد علمت "سبق" أن النساء الخمس المرشحات حتى الآن في الدائرة الأولى، يمثلن شريحة جماهيرية قد تبدو كبيرة بنظر الكثيرين من المتحمسين لدفع المرأة السعودية نحو المشاركة في العملية الديمقراطية، حيث تجد المرشحة والناخبة على حد سواء هذه التجربة فرصة مناسبة لإبراز دور المرأة في الدفاع عن العديد من القضايا التي تمس المواطنين داخل المجتمع، في نفس الوقت الذي قد ينظر إليها من قبل آخرين على أنها غير مؤهلة لتبوء هذا المكان، وهذا ما ستقرره صناديق الاقتراع بعد إجراء عمليات فرز الأصوات.
وبانتظار أن تتضح أسماء النساء لاحقاً وما سيقدمنه من برامج انتخابية سيعملون على تنفيذها خلال المرحلة المقبلة من عمر المجالس البلدية، فإن الانتخابات البلدية أصبحت مشروعاً مقلقاً للرجال ومنافسة وفّرتها القيادة الرشيدة لأبناء المملكة وبناتها، وهو ما سيفرض على جميع المرشحين ذكورا ونساء أن يتعاملوا مع الانتخابات بمنهجية تواكب تطورات المرحلة، والتقدم الذي يشهده نظام المجالس البلدية بشكل عام، سواء من حيث تنفيذ الوعود والعمل الجاد والمنافسة المحتدمة.
وفتحت معركة الانتخابات البلدية الأبواب على مصراعيها للمواجهة بين المرشحين والمرشحات من خلال تقديمهم لوعود تحقق رضى الناخبين من جهة، وتتحقق تطلعات الناخب من مرشحه أو مرشحته، الأمر الذي يفرض على الذين يحصدون نتائج أكبر بأن يكونوا عرضة للمساءلة من الجمهور الذي انتخبهم، والذي ينتظر منهم الكثير من العمل والجهد والصبر والحزم والمهنية العالية في سبيل التصدي للمشاريع التي سيتم التطرق لها خلال عمل المجالس البلدية، ولا شك أن النساء المرشحات أيضا سيعملن بجدية كبيرة لكسب العديد من الأصوات الممكنة، لا سيما وأن بعضهن يمتلكن تجربة وخبرة في كيفية التحاور مع الناس، وهو ما يعزز حظوظهن بالفوز.