أعادت دائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام في مكة المكرَّمة ملف التحقيق في قضية المخمور الذي أطلق النار على والد زوجته وشقيقها بمنزلهما، بينما عُثر على جثته متفحمة بإحدى غرف المنزل بعد ذلك، إلى شرطة العاصمة المقدَّسة، ممثلة في مركز شرطة الشرائع؛ لأن القضية خارج نطاق المدينة المسؤولة عنها الشرطة. وعلمت "سبق" من مصادرها أن لجنة الطب الشرعي شرّحت أمس الجثة المحترقة، وستُصدر تقريرها الأسبوع المقبلين في انتظار تقرير مركز السموم والمخدِّرات، وكذلك تقرير الأدلة الجنائية والبصمات، وتقرير خبير الحرائق بالدفاع المدني؛ لتحديد وكشف خيوط وسيناريو الجريمة البشعة التي هزت المجتمع المكي عامة ومنطقة القويعية خاصة. كما علمت "سبق" من مصادر موثوقة أن الجاني عندما أصاب والد زوجته سيطر عليه أشقاء الزوجة، وسحبوا الرشاش من يدَيْه، وأدخلوه غرفة، وأغلقوها عليه، وعندها أطلق النار من مسدسه، وأصاب شقيق الزوجة. وأثناء نَقْل المصابَيْن كان الجاني يُطلق النار من الشباك على مَنْ بالخارج. وإثر المعاينة الأولية لموقع الغرفة المحترقة وُجِد بها ثلاثة مواقع لبداية الاشتعال؛ ما يوحي بأن الحريق بدأ من الداخل وليس الخارج، كما كان باب الغرفة مغلقاً، ولا توجد مؤثرات للاشتعال. وتم التحفظ على أربعة من أشقاء الزوجة؛ للتحقيق معهم بالشرطة، في انتظار التقارير الطبية والجنائية لتحديد خيوط وسيناريو الجريمة كافة وأسبابها. وكانت الدوريات الأمنية وفِرَق البحث والتحري الجنائي بمركز شرطة الشرائع بمكةالمكرمة قد باشرت فَجْر يوم الجمعة الماضي حادثاً بشعاً إثر العثور على جثة مخمور سعودي (32 سنة) متفحمة في منزل أهل زوجته شمال شرق مكة، وذلك بعد أن أطلق النار على والد زوجته وشقيقها نتيجة مشاكل عائلية سابقة. وأشارت المعلومات التي حصلت عليها "سبق" إلى أن المخمور كان بينه وبين زوجته مشكلة، تمثلت في اتهام الزوجة له بالتسبب في وفاة طفلهما قبل سنتين في خزان استراحة خاصة، وإثر ذلك دارت المشاكل بينهما، وهربت الزوجة إلى منزل أهلها بمنطقة القويعية. وفي فَجْر يوم الجمعة الماضي حضر الزوج وهو مخمور، وبيده رشاش كلاشينكوف ومسدس "نصف" وسلاح أبيض، وطَرَق باب أهل زوجته طالباً منهم ذهابها معه وإنهاء المشكلة. وعندما احتدم النقاش أمطر أرحامه بوابل من الرصاص؛ فأصاب والد الزوجة المسن (65 سنة) بثلاث طلقات في قدميه وطلقة واحدة في بطنه، ولا يزال منومَّاً بقسم العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل بمكة، وحالته خطرة للغاية من جراء النزيف، كما أصاب شقيق الزوجة (34 سنة) بطلقتين في البطن، وجرى نقله مع والده إلى المستشفى، وتم إسعافهما وتنويمهما تحت العناية الطبية. وعندما باشرت الجهات الأمنية الحالة الأولى "إطلاق النار" تم العثور على جثة الجاني محترقة ومتفحمة تماماً في إحدى الغرف بالمنزل؛ حيث كانت ألسنة اللهب تشتعل والجاني بالداخل. كما عُثر على زجاجة عرق في سيارة الجاني. وقد باشرت فِرَق الإطفاء إخماد الحريق ونقل الجثة المتفحمة إلى ثلاجة الوفيات، فيما تم طلب الكشف عليها من قِبل لجنة الطب الشرعي؛ للتأكد من سبب احتراقها، وتولى التحقيق في القضية مركز شرطة الشرائع.