بعدما تناول عدد من المهتمين بعلم الفلك وقت ظهور نجم "سهيل" وكثر الكلام حول وقت دخوله، وتباينت أقوالهم في ذلك، التقت "سبق" بالرائي عبدالله الخضيري، والذي له اهتمام بعلم الفلك وإلمام بالحساب من خلال متابعته للنجوم ومنازلها طيلة العام. فقال حول ظهور نجم سهيل: "أكثر الناس الحديث عن ظهور نجم "سهيل"، وتضاربت أقوالهم في يوم دخول هذا النجم الذي ينتظره الجميع بكل شغف وفرح وسرور.. وظهور أي نجم يبنى على رؤيته لا بالحديث عنه، والمترائي ل "سهيل" يوم الخميس الماضي يجده الساعة الخامسة وعشر دقائق فجراً في الأفق الجنوبي بينه وبين شروق الشمس 25 دقيقة، وكوكب "الزهرة" ارتفع درجة وربع عن الأفق شمال الشرق وجنوب الشمس، وهذا يؤكد عدم ظهور "سهيل"، إذ أهل الحساب القدامى كانوا يحسبون لأي نجم قبل طلوع الشمس ب 50 دقيقة تقريباً".
وأضاف: ذكر ال"سنا" في القرآن الكريم (يكاد سنا برقه) كما ذكره الكثير من الشعراء منهم "الخلاوي" حيث قال: "متى الثريا مع سنا الصبح وايقت.. إلخ"، وال"سنا" هو بدية انبلاج نور الفجر والذي مع بدايته ترى المنازل الخافته، لذا ف"سهيل" يوم الجمعة 22 أغسطس على الأفق بنصف درجة فقط الساعة الخامسة وعشر دقائق، أما يوم السبت الموافق 23 أغسطس فيكون فوق الأفق تماماً يقابله من جهة الشرق كوكب "الزهرة"، الذي يشرق جنوب الشمس وشمال الشرق الساعة الخامسة صباحاً قبل شروق الشمس ب 35 دقيقة، وهذه المدة يرى فيها بصعوبة؛ لأن خوافت النجوم والمنازل انطمست في بياض الصبح".
وتابع: "تم يوم الخميس 20 أغسطس رصد شروق "المرزم" الشعرى اليمانية من قبل مرصد جامعة المجمعة الساعة 3: 33 فجراً، وبعد "المرزم" يأتي "النثرة" (الكليبين) الذي تغور معه مياه الآبار كما ذكرها أهل الحساب القدامى".
وأردف: "لكل منزلة من المنازل رقيب إذا تبين من المشرق غاب رقيبه من المغرب، فمثلاً رقيب "الذراع" (المرزم) إذا أشرق مع "سنا" الصبح غاب رقيبه منزلة "البلدة" وإذا ارتفع أشرقت منزلة "النثرة" (الكليبين) - شمال الشعرى الشامية وأسفل منها تميل نحو شمال الشرق قليلاً - وغاب رقيبها منزلة "سعد الذابح" ثم يشرق "الطرف" ويقابله في الجنوب تماماً "سهيل" ومع شروق "الطرف" - أسفل من "النثرة" تماماً يقابله " سهيل" جنوباً - يغرب رقيبه "سعد بلع"، وقد شوهد يوم الثلاثاء الماضي 18 أغسطس الساعة الرابعة فجراً، ويقدر لغروبه ساعة وخمس دقائق أي الساعة الخامسة وخمس دقائق، قبل شروق الشمس ب 30 دقيقة".
وأردف: "لذا من يعتبر أن نجم "سهيل" دخل يوم الخميس بناء على شروقه مع الشمس فهذا قد أخطأ؛ لمخالفته للقاعدة التي يحسب منها أهل الحساب المشهورون كالخلاوي والقاضي والبسام وابن بشر والزواوي والعفالق وغيرهم ".
وتابع "الخضيري" قائلاً: "كما أنني أتوقع أن هناك لبساً عند بعض المتابعين للنجوم وعدم معرفة ل"سهيل" من خلال عدم استطاعتهم تمييزه عن غيره من النجوم، حيث إن شروق "سهيل" أمس الأحد يوافق حسابات من تم ذكرهم، وهو الأقرب حسب الواقع".
وحول استدلال البعض بالتغيرات المناخية و"إبراض" الشجر على دخول أو خروج النجوم فقال: "التغيرات المناخية ليست دليلاً على دخول المنزلة، كما أن بداية "إبراض" الأشجار البرية مثل الطلح والسلم وغيرها تخضع لعدة عوامل منها انخفاض درجة الحرارة في بعض المواسم، وارتواء الأشجار بسيل في "الذراعين" ما يجعل الأشجار تبرض قبل أوانها، وهذا ما حصل في هذا العام، فقد لوحظ أن بعض الأشجار البرية أبرضت في آخر رمضان هذا العام".