قال الشاعر متعب فارس الطوالة: إن بعض الشعراء أخطأوا في حق أنفسهم عندما لم يستغلوا محدودية المساحة المحددة للقصيدة بالشكل المناسب، ملمحاً إلى أن حصر النصوص في 15-20 بيتاً يستوجب على الشاعر أن يعتمد على التكثيف والتركيز في إيصال فكرته ورؤيته الشعرية. جاء ذلك خلال استضافته ومجموعة من الشعراء المتأهلين للمرحلة النهائية من مسابقة شاعر الملك، هم فراج فرج السبيعي وزياد زيد البقمي وعايض ناصر العتيبي، في برنامج "الديوان" الذي تبثه قناة المرقاب الفضائية مساء الثلاثاء، وتناول تجارب الشعراء المتأهلين وأبرز المحطات في حياتهم الشعرية ومسيرتهم في مسابقة شاعر الملك، كما نوقش فيه الكثير من قضايا المشهد الشعري المحلي والخليجي وما يعيشه من مستجدات خلال المرحلة الحالية. وأشاد الشاعر عايض العتيبي بتجربة مسابقة شاعر الملك قائلاً: إنها فرضت وجودها وقيمتها الأدبية بمجرد انطلاقها في الساحة المحلية، موجهاً في الوقت نفسه انتقاده إلى بعض المسابقات التي تعتمد على مبدأ التصويت، واصفاً هذا التصرف بالإساءة إلى الشعر فضلاً عن كونه استنزافاً مادياً يثقل كاهل الجمهور. العتيبي أكد أن قناة المرقاب خدمت الشعر الحقيقي والشعراء المشاركين من خلال اختيار اللجان المميزة عبر مراحل المسابقة المختلفة، وقال: إن كل الاحتمالات كانت واردة بالنسبة لأي شاعر ويبقى التوفيق من الله تعالى. وأضاف: "الشعراء ال 50 المتأهلون ليسوا بالضرورة هم الأفضل، هناك أسماء نتعلم منها ورغم ذلك لم تتأهل، هناك شعراء لم يكونوا في يومهم، وهناك في المقابل شعراء استطاعوا إقناع المحكمين". وأكد الشاعر زياد البقمي على ثقة الشعراء باللجان، واعتبر أن عدم اعتماد "شاعر الملك" على التصويت أكسبها احتراماً ومصداقية، لفت إلى وجود تقارب بين مستويات الشعراء وأن هذا صعّب من مهمة لجان التحكيم الملزمة بتأهيل عدد محدد منهم، وقال: "يجب على كل شاعر يتوقع التأهل، أن يعرف بوجود شعراء آخرين يتوقعون الشيء نفسه.. لو قدُر لي عدم التأهل فكنت سأتقبل الأمر بكل بساطة وسأعرف أن هناك من هم أفضل وأكثر أحقية مني". وقال الشاعر فراج السبيعي: إن لجان التحكيم كانت رائعة والتنظيم كذلك، مؤكداً أن الشيء المميز في هذه المسابقة هو كونها دون تصويت، وهذا ما جعله يشارك فيها، مضيفاً: "طموحي أن أؤدي دوري، لا أعرف إلى أي مستوى، فهذه بيد الله سبحانه، المهم أن أقوم بما علي، المسابقة تحمل اسم الملك وهذا أهم الدوافع المعنوية، وهناك أيضاً رغبتي في العودة إلى الساحة الشعرية والإعلامية والالتقاء بالزملاء". فيما أشار عضو لجنة التحكيم في المراحل الأولى عن المنطقة الجنوبية الناقد عبد الكريم القحطاني إلى أن المسابقة "شهدت أنواعاً مختلفة من القدرات الشعرية، كان بعضها متمكناً وبعضها كان منم الشعراء المغمورين، لكنهم كانوا مفاجأة في موهبتهم وإبداعهم". واعتبر القحطاني أن الساحة الشعرية تمر حالياً بمرحلة طفرة مع كثرة وسائل الإعلام والنشر التي يرى أنها غربلت الساحة، معلقاً: "يوجد تجارب جميلة وأصوات شعرية مختلفة تمتلك الأدوات والثقافة والقدرة على استلهام الشوارد". وكانت قناة المرقاب الفضائية بدأت في بث حلقات برنامج "الديوان" لمواكبة المسابقة الشعرية الكبرى "شاعر الملك" التي تنظمها القناة لتسليط الضوء على المسابقة ومراحلها والشعراء المتأهلين، وعرض تجاربهم الشعرية وتقديم نماذج من قصائدهم المتميزة التي تأهلوا بها للمراحل النهائية. يذكر أن قناة المرقاب الفضائية تقدم عدداً من البرامج التي تتابع المسابقة، وتقدم تقارير أسبوعية للتعريف بالمسابقة وموضوعاتها الجديدة حتى موعد بث الحلقات المباشرة التي تبدأ بعد عيد الفطر المقبل.