استنكر نشطاء برماويون تزايد الاعتقال ضد الروهنج في ماينمار لأسباب غير مقنعة بحد وصفهم، بعد اعتقال السلطات البورمية بطريقة تعسفية لأربعة شباب روهنجيين من داخل منازلهم في وقتٍ متأخر من الليل بحجة اقتنائهم شرائح اتصال بنقالية . وجاء الاعتقال - بحسب تأكيدات مصادر أراكانية - بعد تفتيشهم وتوجيه تهم ملفقة ضدهم باقتناء الشرائح، ثم تعذيبهم داخل السجن قبل تغريم كل منهم بمئة ألف كيات بورمي؛ ما يعادل 85 دولاراً أمريكياً؛ مقابل إطلاق سراحهم في صباح اليوم التالي.
واعتبر النشطاء تلك الممارسات استمراراً لما تنفذه السلطات البورمية من سياسة الضغط على الروهنجيا في كثير من مدن وقرى أراكان عبر سلسلة من الإجراءات القمعية والتعسفية بهدف إجبارهم على استلام البطاقات الخضراء، رغم تمسكهم بموقفهم وإصرارهم على رفضها لكونها تحمل عبارة عنصرية تفيد بأن "حاملها مشكوك في أمره ويخضع للتحقق من هويته". وتمثلت تلك الإجراءات التعسفية في فرض القيود على حرية الحركة والتنقل، وزرع نقاط للتفتيش بين الأحياء والقرى الروهنجية، والمطالبة بإبراز البطاقة الخضراء أو دفع الرسوم مقابل السماح بالمرور عبر تلك النقاط.
وفي سياقٍ متصل، نقلت تقارير إعلامية فرض عمدة قرية بوذي جنوب مدينة منغدو غرامات مالية بلغت 100 ألف كيات بورمي على أربعة صيادين روهنجيين بتهمة تعسفية بممارسة الصيد في بركة مائية محظورة. وتفرض السلطات البورمية تكتيماً إعلامياً خانقًا على منطقة أراكان، وتحظر على الروهنجيا اقتناء شريحة جوال بنقالية تحسباً لاستخدامها في التواصل مع وسائل الإعلام الخارجية وتزويدها بأخبار العنف والاضطهاد. يشار إلى أن الروهنجيا يواجهون صعوبات معيشية بصفة يومية في توفير الغذاء والطعام بعد تلف محاصيلهم الزراعية وتجريف السيول والفيضانات لمخازن الأرز التي كانت تحوي كل مدخراتهم، ويتفاقم الأمر ويشتد في ظل تعنت السلطات البورمية وفرض قيود تعسفية على حركتهم وتنقلاتهم.
