تسببت لدغة غادرة من ثعبان "الصل الأسود"، فجر أمس الاثنين، في وفاة أم لأربعة أطفال بينهم رضيع لم يتجاوز عمره السنتين بمركز قنا التابع لمحافظة محايل عسير، بعد أن فشلت محاولات إنقاذ حياتها ونقلها لأقرب مستشفى، والذي يبعد قرابة الأربعين كيلو متراً. وقال ل"سبق" المواطن يحيى أحمد شرفي، إن سيدة من أهالي مركز قنا بمحافظة محايل عسير، وهي أم لأربعة أطفال بينهم رضيع لم يتجاوز السنتين، تفاجأت بعد أدائها صلاة الفجر يوم الاثنين الماضي بلدغة غادرة من ثعبان الصل الأسود، وعلى الفور استنجدت بمن حولها لإنقاذها وإنقاذ أبنائها من هذا الثعبان الخطير.
وأضاف المواطن: "على الفور تم التجاوب مع السيدة من قبل والدها المسن ووالدتها الضريرة والطاعنة بالسن أيضاً، والتي تسكن معهم لبعد زوجها وتواجده على منفذ الوديعة مع رجال الأمن المرابطين، حيث قاما بنقلها إلى مستشفى محايل عسير، والذي يبعد عن مركز قنا حوالي 40 كيلو متراً، ولكن شاءت الأقدار وتوفيت السيدة قبل وصولها للمستشفى، ونسأل الله -عز وجل- أن يتغمدها بواسع رحمته".
وذكر المواطن يحيى أحمد شرفي أن هذه الحادثة تعتبر ثالث حالة تواجه مصيرها بالموت دون إسعاف، والعوامل التي تعيق عمليات الإسعاف كثيرة، منها عدم وجود الإمكانات الصحية بالمركز وبعد المستشفيات الحكومية المتكاملة، والتي تكون على استعداد لجميع حالات الطوارئ، بالإضافة إلى سوء ورداءة الطريق الرئيس الموصل مركز قنا بمحافظة محايل عسير".
وتساءل "شرفي": "متى تكون مراكز الرعاية الصحية الأولية بالمراكز والقرى والهجر مجهزة لاستقبال حالات الطوارئ العاجلة في أي وقت، والتي تنحصر أعمالها على الدوام الرسمي فقط؟".
وتابع "شرفي": "متى يحظى الطريق الرئيس والوحيد بمركز قنا باهتمام المسؤولين والذي يحتاج إلى فتح وتمهيد بشكل مستمر، وخاصة وقت الأمطار؛ لأنه يمر بوادي صدارة المعشور، ويتعرض لتلفيات كبيرة بشكل مستمر".
وأضاف "شرفي": "لقد تسببت العقوم الموجودة بالطريق في تخريبه، وتجمع المياه، بل سبق وأن أعاقت هذه العقوم والحفر والتجمعات المائية عمليات إنقاذ لبعض المواطنين، والذين تعرضوا لحوادث مماثلة لحادث هذه السيدة -رحمها الله-، حيث واجهوا مصيرهم بالموت بعد أن صعب علينا إسعافهم ونقلهم للمستشفيات".
وأكد: "تقدمت أنا شخصياً بعدة معاملات على مركز الإمارة والبلدية؛ لكي ينظر في هذه العقوم التي تسبب الحفر وتجمعات المياه وفتح الطريق بشكل دوري ومناسب يسهل عمليات التنقل من خلاله، ولكن لم يكن هناك اهتمام كاف، ونطالب بالمزيد".