أكّد كُتّاب ومحللون سعوديون أن الكشف عن العلاقات التجارية بين إيران وإسرائيل، يجب أن ينبّه الجميع، وعلى رأسهم المواطن العربي، بألا ينخدع بتصريحات العداء الظاهري بينهما، وأن يعرف ما يدور من حوله، وكيف استخدم الطرفان التصريحات العدائية لتقوية نفسيهما عسكريا. تأتي تصريحات الكُتّاب بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية معاقبة شركة "الإخوان عوفر" الإسرائيلية، وفرعها شركة "تانكر باسيفيك" ومقرها سنغافورة، نتيجة أنشطتها لمصلحة قطاع الطاقة في إيران. وفي صحيفة "الرياض" يتساءل الكاتب والمحلل يوسف الكويليت "هل من المنطقي والمعقول أن تكون أجهزة الأمن الإيرانية واستخباراتها على غير علمٍٍ برسوّ سفن وناقلات نفط (إسرائيلية) عدة في موانئها، وهي المستفزة التي ترصد كل حركة حول حدودها أو في نطاقها القريب؟!". ويضيف الكاتب "لا يقتصر الأمر على السفن فقط، فهناك عديد من المعلومات التي تقول إن هناك تعاوناً تقنياً واقتصادياً وعسكرياً قائماً بين الدولتين، وإن خدع التصريحات المتبادلة بينهما والتهديد بضربة عسكرية إسرائيلية للمفاعلات النووية، وما يقابلها من تهويمات إيران بأنها العدو الأول وخط المواجهة تجاه الدولة الصهيونية، ليست أكثر من أبخرة". ثم يحذّر الكاتب المخدوعين بإيران ويقول "ما هو أكثر أهمية أن الذين ساروا في الظلام الإيراني وليله الدامس، وبالذات من (حماس) الفلسطينية، عليهم أن يفتحوا عيونهم على أضواء الحقائق الجديدة، أي أن الدعم الذي يصل إليهم من قبل إيران يأتي لإخفاء الصفقات السرية من خلفهم، وأن جعجعة حزب الله بتدمير شمال إسرائيل ترتبط بنفس حلقات التنسيق بين مثلث الأصدقاء الأعداء". و المعنى نفسه يؤكّده الكاتب والمحلل طارق الحميّد في صحيفة " الشرق الأوسط"، حين يقول "الأهم هو تنبه المواطن العربي .. ليرى كيف تتصرّف إيران في المنطقة تحت ذريعة التصدّي لإسرائيل، بينما تفتح مرافئها البحرية للسفن الإسرائيلية، وما خفي كان أعظم!". ويضيف الحميّد "بالطبع، الآن فهمنا لماذا توجد معابد يهودية في طهران، بينما لا يوجد مسجد سني واحد في العاصمة الإيرانية.. فيبدو أن التسامح الديني يتم بمقدار عدد الزوار، والمصالح!".
وتحت عنوان "أصدقاء إخوان عوفر .. جمعية الموت لإسرائيل سابقاً" في صحيفة "الرياض" يقول د. مطلق سعود المطيري "لا تتوقف طهران عن محاولات الادّعاء بأنها راعية المقاومة والمقاومين ضد إسرائيل .. وعلى الطرف الآخر من الصورة نجد تقارير إسرائيلية تحذّر من المارد النووي الإيراني ومن الخطر الشيعي القادم لاحتلال المنطقة العربية.. لكن ولأن الواقع دائماً يأتي خلافاً لما هو معلن نجد أنفسنا في حاجة إلى إعادة قراءة الصورة بشكلٍ صحيح". ويفسر المطيري التصريحات العدائية بين إيران وإسرائيل ب "أن كلا الطرفين يستخدم الآخر لإثارة الرعب، وذلك لكي يتيسر له أن يزيد من قوته ويحصن نفسه حتى لو كان في ذلك استفزازٌ للدول المجاورة له". ويؤكد المطيري أن "علينا أن نعي ما يُذكر الآن جيداً، خاصة أنه يجعلنا أكثر يقيناً أن الصورة التي يحاول كلا الطرفين الإيراني والإسرائيلي أن يلبسها علينا ويقنعنا بها ليل نهار ما هي إلا وهم كبير بدأ يذهب أدراج الرياح".