اختتمت مساء أمس في قاعة محمد الخضير بحي الريان بالرياض، فعاليات برنامج الرياحين لحفظة القرآن الكريم لعام 1432ه، وذلك بتخريج 550 من حفظة القرآن الكريم و 7 خاتمين للقرآن لا تزيد أعمارهم عن 12 عاماً. وشهد الفعاليات الشيخ إبراهيم القيّم الأخضر، شيخ القراء بالحرم النبوي الشريف، ونخبة من المشايخ ورجال الأعمال وأعيان المجتمع. وبدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم بصوت الطالب نايف بن عبد السلام البلوي الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، عقب ذلك ألقى المشرف العام على برنامج الرياحين فضيلة الشيخ خالد العنزي كلمة رحب فيها بأصحاب الفضيلة وأصحاب السعادة والحضور الكرام، ثم بين أنه من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن بعث لها رسولاً هو خير الرسل وخاتمهم وأنزل عليها كتاباً هو خاتم الكتب ومهيمناً عليها، وجعل الله كتابه نبراساً يضيء لنا الطريق حتى نسير به إلى رضوان الله وجنة عرضها السماوات والأرض فيه النور وفيه الهدى والشفا وصلاح الفرد والمجتمع وقربه بربه عز وجل. وذكر أن المسلمين "اعتنوا بكتاب ربهم عناية فائقة حفظاً وفهماً وتعلماً وتعليماً وعملاً ودولتنا المباركة عززت ذلك من خلال دعمها للقرآن وأهله وأننا في برنامج الرياحين لتحفيظ القرآن الكريم، سرنا مع هذا الركب السائر في خدمة كتاب الله". وأوضح الشيخ العنزي "أننا في برنامج الرياحين شعرنا بأهمية توجيه الطفل في مراحل حياته الأولى ونظراً لكثرة المشغلات وتنوع الملهيات والمؤثرات لأبنائنا جاءت فكرة هذا البرنامج والموجه بالخصوص للأطفال من سن 4 سنوات، وحتى ست سنوات فيحفظ الطفل ويتعلم كتاب ربه عز وجل بمنهج مكثف ومتقن حتى يتقن في السنة الواحدة 5 أجزاء من القرآن الكريم بالإضافة إلى مجموعة مكملة من الأحاديث الشريفة والآداب الإسلامية التي لا غنى عنها". وبين فضيلته أن برنامج الرياحين تخصص وأبدع في تعليم الصغار للقرآن الكريم وسار على مناهج وخطط تمت تجربتها وأثبتت نجاحها فيحفظ الطالب القرآن كاملاً، وهو لا يزال في المرحلة الابتدائية حفظاً وضبطاً. وأوضح أن بداية برنامج الرياحين ونشأته في العام 1425 ه بعدد 16 طالباً واليوم في حفلنا هذا نخرج 550 طالباً وطالبة ونخرج 7 طلاب من الخاتمين لكتاب الله أعمارهم لا تزيد عن 12 عاماً. وقدّم الشيخ خالد الشكر لله عز وجل ثم لمعلمي البرنامج والقائمين عليه، وخص بالشكر أولياء الطلاب الذين منحوا البرنامج الفرصة وشرف تعليم القرآن لأبنائهم ووثقوا في البرنامج ومخرجاته، وكذلك شكره لجمعية تحفيظ القرآن بمنطقة الرياض على جهودهم المباركة في متابعة البرنامج المتميز. وانطلقت مسيرة الطلاب المكرمين أمام الحضور ليتوجهوا بعد ذلك لمسرح الحفل بطريقة انسيابية منظمة، ليتبعهم الطلاب السبعة الخاتمين الذين توجهوا لضيوف الحفل وقدموا لهم مصاحف نقشوا عليها أسماءهم كهدايا تذكارية نظير مساندتهم وحضورهم. بعد ذلك استكملت فقرات الحفل بنماذج من قراءات الطلاب وفقرة (اختبرونا) التي حظيت بإعجاب الحضور وعززت ثقتهم بالبرنامج. وتضمنت الفعالية الأخيرة مشاركة لفضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر أثنى فيها على البرنامج والعاملين وأبدى إعجابه بمخرجاته وجودة وإتقان الحفظ لدى الطلاب ما كان بالغ الأثر في تعزيز كتاب الله في نفوسهم وغرسه في هذا الوقت المناسب جداً. وجاءت الفقرة المنتظرة التي اعتبرها الحضور الأهم في فقرات الحفل، حيث تقدم الطالب أنس السنيدي (7 سنوات) ليلقي كلمة الخريجين، حمد الله فيها وأثنى عليه وبيّن فضل كتاب الله وأهمية حفظه وأثره البالغ في نشأتهم، وقدم خلالها شكره للقائمين على البرنامج ولجميع الحضور على مشاركتهم فرحتهم في يومهم الأغلى في حياتهم. وختم تحفته بالدعاء لجميع من ساهم في نجاح هذا البرنامج ودعمه وأعان عليه وخاصة والديه اللذين سأل الله سبحانه أن يلبسهم التيجان يوم القيامة. وفي الختام تشرف الطلاب الخاتمون والحفظة ومعلموهم باستلام دروعهم وجوائزهم من فضيلة الشيخ إبراهيم القيم الأخضر.