وصف إمامُ وخطيب المسجد النبوي "الشيخ الدكتور صلاح البدير" خليفةَ "داعش" الإرهابي "أبا بكر البغدادي"؛ ب"الخليفة المجهول والنكرة المخبول"، وقال في سياق تحذيره من خطر تلك الجماعات التكفيرية على الشباب: "احذروا يا شباب الإسلام تلك الجماعات التكفيرية الجهادية والحزبية، والانتماء لها أو مبايعة قادتها ومرشديها ومؤسسيها". وأضاف: "احذروا بيعة الخليفة المجهول والنكرة المخبول؛ فمبايعته انحراف وضلال، وطاعته إثم وعصيان"، داعياً إلى المسارعة في إقامة مشروع متكامل لحماية الشباب من الآفات؛ كالبطالة والانحراف والمخدرات والغلو والتطرف والإرهاب وخطر الجماعات.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن "داعش" اسم جامع للخبث والخبائث، وهي من الفرق الضالة عقيدةً ومنهجاً وفكراً وسلوكاً، مشيراً إلى أنهم صنيعة استخبارات إقليمية ودولية جندوا لها من يقودها ويحركها وفق سياستهم وإرادتهم، مستغلين الجماعات التكفيرية ورموزها وقيادتها وفكرها، والسفهاء والبلهاء والصغار والأحداث من يكون حطبها ووقودها.
واستنكر "الشيخ البدير" جريمتهم النكراء وفعلتهم الخسيسة الشنعاء بتفجير المصلين في مسجد قوة الطوارئ في عسير، وقال: "الشرع أوجب تطهير المساجد وصيانتها، وحرم تقذيرها وتنجيسها وإباحة داعش تفخيخها وتفجيرها وقتل المصلين وإهانة المصاحف فيها".
واستدل بأن الشرع قد حرم المرور بين يدي المصلي وقطع صلاته، مستشهداً بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه؛ لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه"، فكيف بإباحة داعش تفجيره وتقطيع أوصاله؟!.
وبين "الشيخ البدير" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة؛ أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وليس الجهاد عمليات انتحارية عبثية وتفجيرات إجرامية تقتل النفوس المعصومة، وليس الجهاد حركات تمرد أو عصيان، وليس الجهاد مظاهرات وثورات غوغائية، وليس الجهاد أن يتقحم المرء الهلكة في حروب الفتنة التي لا راية لها ولا إمام.
وقال: "الجهاد أسمى من ذلك كله، كما أن الإسلام ليس جماعات وتنظيمات وتكتلات وأحزاباً وفرقاً في الإسلام، والجهاد والدعوة رسالة سماوية سامية لا تحمل إلا العدل والرحمة والخير للبشرية".
وفي ختام خطبته أكد "الشيخ صلاح البدير"؛ أن بلادنا ليست دولة ظلم وعدوان، ولكن من حاربها وجهز السلاح للاعتداء على أرضها وحدودها ونشر الفتاوى والتصريحات التي تهدد أمنها وكوّن كيانات خبيثة لزعزعة استقرارها ولم ينصت لصوت الحكمة والعقل والسياسية والتذكير؛ فسيجد شعب المملكة العربية السعودية شعب الحرب والضرب.