افتقدت القريات، صباح اليوم الجمعىة، أول معلم وصحفى وأبرز شخصية أدبية وثقافية واجتماعية إبراهيم محمد حبرم -رحمه الله -؛ ذلك بعد صراع مع المرض تم تنويمه على إثره بمستشفى القريات العام لعدّة أيام لينتقل اليوم لجوار ربه بعد عمر ناهز التسعين عاماً. ويحفظ تاريخ القريات وتراثه إبراهيم حبرم - الذي ولد عام 1351ه- عدداً من الأولويات التي سجلت باسمه وما زالت عالقة بأذهان الأهالي الذين يجنون ثمار عدد منها حتى اليوم والتي من أبرزها وأكثرها أهمية أنه أول من استخدم سيارة لأداء فريضة الحج التي شهدت أول رحلة نقلت فوج الحجيج من القريات وما حولها على ظهر سيارة كان موديلها آنذاك (40) والتي شقّت طريق الحجاج الذي عُرف بهذا الاسم بعد هذه الرحلة.
وشهد -رحمه الله- تأسيس أول مدرسة للبنات على مستوى المملكة والتي كانت القريات مقراً لها وأسّسها الأمير عبدالعزيز السديري-رحمه الله-؛ حيث تم تعيينه مشرفاً عليها ليصبح أول مشرف على مدرسة في ذلك الوقت.
ويحسب له مساهمته ومشاركته الفعّالة في تأسيس عدد من المجالات الإعلامية والثقافية والرياضية والاجتماعية في المحافظة ومنها إصداره لأول صحيفة حائطية عامة تطورت فيما بعد إلى مجلة مدرسية لتحمل اسم (صوت القريات)، بالإضافة لافتتاحه لأول مكتبة مرخصة بالقريات.
وإعلامياً حمل اسم "إبراهيم حبرم" لقب أول مراسل صحفي بالقريات يمارس مهنة الصحافة وكان له دور كبير في استقطاب عدد من الصحف الإعلامية للقريات ما ساهم في إيصال صوتها خارجها في تلك السنين.
وفي المجال الثقافي أسّس أول جمعية ثقافية ومدرسية بالقريات والتي أصبحت فيما بعد نواةً لنادي القريات الثقافي، ويعتبر "حبرم" أول مدرب رياضي لفريق شباب القريات والذي منه تم تأسيس نادي المسيرة أول نادٍ رياضي وثقافي واجتماعي بالمحافظة والوحيد حالياً, واستضافة عدد من الملتقيات الأدبية له والتربوية وزيارة عدد من المثقفين والإعلاميين المعروفين له بمنزله بالقريات للاستفادة من الكم الكبير من المعلومات التاريخية والثقافية والأدبية الذي يملكه المرحوم والإطلاع على مؤلفاته من الكتب ونحوها.
وكان له دورٌ بارز وظاهر في دعم الأعمال الخيرية بالقريات مادياً ومعنوياً منها تكفله بتقديم رحلات عمرة للراغبين أداء العمرة وليسوا قادرين على تكاليفها، بالإضافة لعدّة أعمال خيرية أخرى.